عمر : يا زيد اتقي الله فإنك كنت في اختلاط لا تعرف فيه من ضربك ، قال : وكانت في زيد وأمه سنّتان : ماتا في ساعة واحدة ، لم يعرف أيهما مات قبل الآخر ، فلم يورث كل واحد منهما من صاحبه ، ووضعا معا في موضع الجنائز ، فأخّرت أمه وقدّم هو مما يلي الإمام ، فجرت السّنّة في الرجل والمرأة بذلك بعد.
وقال الحسين بن علي لعبد الله بن عمر : تقدم فصلّ على أمك وأخيك ، فتقدّم فصلّى عليهم (١).
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، قال : وأخبرني علي بن صالح ، عن جدي عبد الله بن مصعب : أن خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب هو الذي أصاب زيدا تلك الليلة برمية ولا يعرفه.
قال : ونا الزبير ، قال : وأخبرني غير واحد منهم محمد بن حسن ، قال : كان الحسين بن علي يقول لابن أخته زيدا : سمّ من أصابك ، فيقول له عبد الله بن عمر : يا أخي اتّق الله ولا تدّع على أحد ، فإنك أصبت في حال اختلاط من الناس ليلا ، فلما مات زيد وأمه في وقت واحد وضعا في موضع الجنائز ، وقدّم زيد مما يلي الإمام ، فقال حسين لعبد الله بن عمر : تقدّم فصلّ على أمك وأخيك ، فتقدم فصلّى عليهما ، فكانت فيهما سنّتان أن لا يتوارث من لم تعرف وفاته قبل صاحبه ، وأن يقدّم الرجال مما يلي الإمام.
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى بن الحسن ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا عيسى بن عمر بن العباس ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن بهرام ، أنا نعيم بن حمّاد ، عن عبد العزيز بن محمد ، نا جعفر ، عن أبيه : أن أم كلثوم وابنها زيد ماتا في يوم واحد ، فالتقت (٢) الصائحتان (٣) في الطريق ، فلم يرث كل واحد منهما من صاحبه.
__________________
(١) الوافي بالوفيات ١٥ / ٣٨.
(٢) بالأصل : فالتفت ، والمثبت عن نسب قريش ص ٣٥٣ وم.
(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن نسب قريش ص ٣٥٣ وم.