قد سلم عليه بالخلافة ببلاد خراسان قبل ذلك بنحو سنتين.
قدم بغداد بعد قتل أخيه الأمين ، وكانت ولادته سنة سبعين ومائة ، حدث الحافظ أبو بكر الخطيب ، عن الحسن بن عثمان الواعظ ، أنبا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطى ، حدثنى أحمد بن الحسين الكسائى ثنا سليمان بن الفضل النهروانى ، حدثنى يحيى بن أكثم ، قال بت ليلة عند المأمون ، فعطشت فى جوف الليل فقمت لأشرب ماء ، فرأى المأمون فقال مالك لا تنام يا يحيى فقلت يا أمير المؤمنين أنا والله عطشان.
قال ارجع إلى موضعك فقام والله إلى البرادة فجاءنى بكوز ماء وقام على رأسى فقال إشرب يا يحيى ، فقلت يا أمير المؤمنين فهلا وصيف أو وصيفه ، فقال إنهم نيام ، فقلت : فانا كنت أقوم للشرب فقال لوم بالرجل أن يستخدم ضيفه ، ثم قال يا يحيى ألا أحدثك قلت بلى يا أمير المؤمنين قال حدثنى الرشيد ، حدثنى المهدى ، حدثنى المنصور ، عن أبيه ، عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال جرير بن عبد الله رضى الله عنه سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : سيد القوم خادمهم.
عن المأمون أنه كان يقول إذا رفع الطعام بين يديه : الحمد لله الذى جعل أرزاقنا أكثر من أقواتنا. وعن أبى العيناء أن المأمون كان يقول معاوية ... (١) بعمرو وعبد الملك بالحجاج ، وأنا بنفسى ، ويقال لم يحفظ أحد من الخلفاء القرآن إلا عثمان بن عفان ، والمأمون وعن ذى الرياستين أن المأمون ختم القرآن فى شهر رمضان ، ثلاثا وثلاثين ختمة.
__________________
(١) كذا بياض فى النسخ.