٢ ـ تحقيق الكتاب
هل كان لابن السيرافي حقا؟
فلقد مر بنا إغفال بعض العلماء والدارسين في القديم والحديث نسبة هذا الشرح إلى ابن السيرافي ، وإلحاقه بتراث أبيه أبي سعيد (١) .. بمثيرات علمية لدى الأقدمين قد يكون لها في تصورهم ما يبررها (٢) ، أما تردد بعض المحدثين في هذه النسبة فمرده إلى اشتهار اشتغال أبيه بكتاب سيبويه وشرحه من جهة ، ومرورهم غير متلبثين للتدقيق بهذا الموضوع من جهة أخرى. بل إن بعضهم ذكر أن هذا الشرح ـ المنسوب إلى أبي سعيد ـ موجود فى معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية في القاهرة عن أحمد الثالث ٢٤٠١ في ١١٢ ورقة تم نسخها سنة ٤٤٣ (٣) وهذه الأوصاف كلها تنطبق على شرح ابنه أبي محمد الذي اعتمدناه في إخراج هذا النص.
والأدلة على صحة نسبته إلى ابن السيرافي جلية واضحة ينطق بها ما يلي :
__________________
(١) معجم الأدباء ٨ / ١٤٩ وبغية الوعاة ١ / ٥٠٨ وبروكلمان ٢ / ١٣٧ و ١٨٨ و «كتاب سيبويه وشروحه» تأليف د ة. الحديثي ص ٢٤٦
(٢) انظر ما تقدم في الصفحات ٧ و ١٨
(٣) انظر : كتاب سيبويه وشروحه ص ٢٤٦