بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم :
الحمد لله منزل الكتاب عربيا هدى للعالمين ، والصلاة والسلام على نبيه المعلم الأمين ، وعلى آله وأصحابه والآخذين بهديه إلى يوم الدين.
وبعد ، فإن علم النحو أقدم علوم العربية وضعا ، وقد سبقت البصرة إلى فتح بابه ، ووضع أسسه ، وتأليف الكتب فيه ، إذ بدأ أبو الأسود الدؤلي (ت ٦٩ ه) بضبط المصحف للتمييز بين حركات الإعراب المختلفة (١) ، كما نسب إليه وضع أول فصول النحو بتوجيه من علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٢) ، ثم توالى من بعد أبي الأسود تلامذته .. إلى أن كان عيسى بن عمر الثقفي (ت ١٤٩ ه) فوضع في النحو كتابين هما : الجامع والإكمال ، أثنى عليهما تلميذه الخليل بن أحمد الأزديّ بقوله :
بطل النحو جميعا كلّه |
|
غير ما أحدث عيسى بن عمر |
ذاك إكمال وهذا جامع |
|
فهما للناس شمس وقمر (٣) |
__________________
(١) أخبار النحويين البصريين ص ١٢
(٢) المصدر السابق ، وبغية الوعاة ٢ / ٢٢ وخزانة البغدادي ١ / ١٣٦
(٣) أخبار النحويين البصريين ٢٥ وبغية الوعاة ٢ / ٢٣٧