(كأنّ أثواب نقّاد قدرن له |
|
يعلو بخملتها كهباء هدّابا (١)) |
وصف أسدا ، والحنو : موضع بعينه في هذا البيت ، وتواثبه : وثبه على الناس وغيرهم وفريسته : ما يأخذ من الحيوان ، و (جرا) مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره : يجرها جرا ، يعني الفريسة ، و (تسحابا) مثله ، كأنه قال : ويسحبها سحبا. ويجوز أن يكون الفعل المقدر الناصب (جرا) والناصب (تسحابا) في موضع الحال من الهاء التي أضيف التواثب إليها ، فيكون موضعه نصبا لأنه في موضع الحال كأنه قال : ومن تواثبه جارا ساحبا (٢).
ويجوز أن يكون الفعل خبرا مستأنفا ، فلا يكون له موضع من الإعراب ، كأنه أخبر بأنه يجر فريسته ويسحبها. هذان فرع من الكلام المتقدم.
ثم وصف شعر الأسد ، وشبه لونه بلون ثياب النّقّاد. والنقاد صاحب الغنم ، والنّقد غنم (٣) صغار ، وثياب النقاد غبر شديدة الوسخ.
وقيل : إنه أراد أن النقاد عليه ثوب قد شمّره ، وشعر الأسد لا يكثر على قوائمه ، فكأنه بمنزلة نقاد قد شمر ثيابه.
وقوله (قدرن له) أي جعلن له قدرا ، وقدّرت عليه. ويقال : قدرت
__________________
(١) البيتان لأبي زبيد في : شرح الكوفي ٣٥ / أوروي ثانيهما لأبي زبيد في : اللسان (نقد) ٤ / ٤٣٧ وانظر شعراء النصرانية ٦٧
والشاهد فيه نصب (هدابا) بقوله (كهباء) لما فيه من نية التنوين. وعبارة سيبويه تشير إلى أن معمول الصفة المشبهة بالألف واللام أكثر وأحسن ، كما أن التنوين عربي مطرد. وقد ورد الشاهد في : الأعلم ١ / ١٠١ والكوفي ٣٥ / أ.
(٢) قلت : ويصح أن تكون (جرا وتسحابا) في موضع الحال من الفريسة ، بمعنى مجرورة مسحوبة. ولكن المعنى على هذا التأويل ليس في قوة غيره ، بينما يمور المشهد بالحياة والرهبة في جعله حالا من ضمير الأسد.
(٣) في اللسان (نقد) ٤ / ٤٣٧ غنم صغار حجازية. وفي أمثالهم : «أذل من النقد».
انظر الدرة الفاخرة ١ / ٢٠٥ ومجمع الأمثال (٢٣٨٤) ج ٢ / ٥