الشيء من التقدير. وجعله لأجل طول شعره بمنزلة النّقّاد الذي قد لبس قطيفة ، وصيّر القطيفة أثوابه ، وما عليه (١) أثوابه ، وجعل خملها ظاهرا. وهدّاب القطيفة : ما تدلى منها ، وحواشيها أيضا أهدابها ، والكهباء : التي بين السوداء والبيضاء (٢). والكهبة : سواد يخلطه شيء من بياض.
وقوله : يعلو بخملتها ، يريد أنه قد لبس القطيفة ، وجعل الموضع الذي ليس فيه خمل مما يلي جسده ، وجعل الموضع الذي فيه خمل ظاهرا ، وإذ (٣) جعله ظاهرا فقد علا به. وفي (يعلو) ضمير يعود إلى النقاد ، وهو في معنى (٤) يعلي خملتها ، كقولك : ذهبت به وأذهبته.
و (كهباء) حال من الضمير الذي أضيفت الجملة إليه ، والضمير يعود إلى الأثواب. ويجوز أن يكون حالا من النون في (قدرن) التي هي ضمير الثياب. ويجوز أن تكون (كهباء) من نعت الأثواب.
وكان الأصل فيه قبل النقل أن يكون (أكهب هدّابها) (٥) لأن الهدّاب ذكر فلما نقل الضمير المؤنث الذي أضيف إليه الهدّاب عن موضعه وجعله في تقدير فاعل لأكهب ؛ احتاج أن يجعل مكانه اللفظ الذي للمؤنث ، لأنه جعل ضمير المؤنث فاعلا فصار كهباء في موضع أكهب. ومثله : مررت بامرأة أحمر غلامها ، فإذا نقلت الضمير وجعلته في تقدير فاعل لأحمر قلت : مررت بامرأة حمراء الغلام بالإضافة ،
__________________
(١) الضمير في (عليه) يعود على الأسد ، و (ما) موصولية.
(٢) في المطبوع : بين السواد والبياض.
(٣) في الأصل والمطبوع : وإذا.
(٤) في المطبوع : وهو الذي يعلي خملتها.
(٥) هدّابها : فاعل لأكهب. وعند أبي علي الفارسي بدل من الضمير المستتر في الصفة (أكهب). انظر الأشموني ٢ / ٣٥٧