وجونتا صفة ل (١) (جارتا صفا) و (المصطلى) مضاف إلى (الجارتين) والإضافة لا تقع في باب حسن الوجه إلا بعد أن تجعل الذي كان فاعلا مفعولا من طريق اللفظ ، وتنقل ضميره المجرور إلى أن يجعل فاعلا للصفة التي تجري عليه. فإن لم ينقل الضمير عن موضعه ، لم يكن للصفة فاعل ، وإذا لم يكن لها فاعل ، لم يجز أن يكون السبب إلا فاعلا.
ونظير ما ذكرته لك أنك (٢) تقول : جاءتني امرأتان قائم غلاماهما ، الفعل للغلامين ، وجعلت اسم الفاعل ل (المرأتان) وهما من سببهما ، (فلذلك جاز أن توصفا بشيء لم تفعلاه لأنه من فعل سببهما (٣)). وليس يجوز في الغلامين إلا الرفع لأن قائما لا بد له من فاعل ، وليس فاعل سوى الغلامين / فإذا أرادوا أن يجعلوا القيام فعلا للمرأتين من طريق اللفظ ؛ والمعنى (٤) باق على ما كان عليه ، جاءوا إلى الضمير المجرور الذي هو ضمير المرأتين وقد أضيف الغلامان إليه ؛ فجعلوه فاعلا للقيام على طريق الاتساع ، ونصبوا الغلامين بقائم على طريق التشبيه باسم الفاعل الذي يعمل في المفعول فقالوا : جاءتني امرأتان قائمتان الغلامين ، وغلامين ، بغير ألف ولام ، كما تقول : جاءتني امرأتان ضاربتان الرجلين ، ويجوز فيها الإضافة فتقول : جاءتني امرأتان قائمتا غلامين ، وقائمتا الغلامين.
والإضافة إنما تسوغ بعد أن ينقل الفعل إلى الأول الموصوف ، ويجعل ضميره الذي كان مجرورا فاعلا ، ويجعل سبب الموصوف الذي كان فاعلا مفعولا ثم يضاف ، فالإضافة داخلة عليه بعد دخول النصب فيه ، والنصب لا يجوز فيه إلا بعد أن ينقل الضمير الذي كان يرجع إلى الموصوف فيجعل فاعلا.
__________________
(١) في المطبوع : إلى.
(٢) في المطبوع : أن.
(٣) ما بين القوسين ساقط في المطبوع.
(٤) في الأصل والمطبوع : فالمعنى.