قال السلمي : سعد بن عبد الله يعرف بسعد الدمشقي ، كان من أهل خراسان وكان حرّا فاسترقّ وأهدي إلى المعتصم ، وكان على خزانة كسوته ، فلما مات المعتصم أعتق ، فخرج إلى الشام وصحب بها أحمد بن أبي الحواري ، واجتمع فيه آداب الفقراء ، وآداب الملوك ، وفتح الله عليه الدنيا بدمشق ، فكان ينفق على القدام جاء إلى بغداد واختلط بالجنيد وأحمد المغازلي ، وأحمد بن حمدان القشيري ، ومات وهو فقير أنفق جميع ملكه على القوم (١)
٢٤٢١ ـ سعد بن عبد الله العجمي
قدم دمشق طالبا للعلم ، حدث عن أبي محمّد أحمد بن الحسن بن منبوية الدّيبلي (٢) ، حدث عنه عبد العزيز.
سمعت أبا الحسن علي بن مسلّم الفقيه يقول : سمعت عبد العزيز بن أحمد يقول : سمعت سعد بن عبد الله العجمي ـ شيخ قدم علينا يطلب العلم ـ يقول : سمعت أبا محمّد أحمد بن الحسين (٣) بن منبوية الدّيبلي (٤) بها ، قالوا : سمعت أبا سلمة محمّد بن أحمد بن عبد العزيز المقرئ النّسفي ـ بسرخس ـ يقول : سمعت أبا الحسن عبد الله بن موسى السلامي يقول : سمعت أحمد بن علي اللؤلؤي من رستاق خراسان يقول : سمعت أحمد بن النّضر الهلالي يقول : سمعت أبي يقول : كنت في مجلس سفيان بن عيينة فدخل صبي فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه فقال سفيان : كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم فتبينوا ، فقال سفيان : يا أبا نصر لو رأيتني ولي عشر سنين طولي خمسة أشبار ووجهي كالدينار وأنا كشعلة نار ، ثيابي قصار وأكمامي صغار وذيلي بمقدار ، ونعلي كآذان الفار ، كنت أختلف إلى علماء الأمصار مثل الزهري ، وعمرو بن دينار أجلس بينهم كالمسمار ، محبرتي كالجوزة وقلمي كاللوزة ، فإذا دخلت المجلس قالوا : وسعوا للشيخ الصغير ، قال : وتبسم سفيان بن عيينة وضحك ، قال أحمد : وتبسم وضحك ، قال أحمد بن علي : وتبسم أحمد بن النضر وضحك ، قال أبو الحسن السلامي : وتبسم أحمد بن علي وضحك ، قال الشيخ أبو سلمة : وتبسم أبو
__________________
(١) الخبر في الوافي ١٥ / ١٦٤.
(٢) بالأصل : «الدنبلي» والصواب ما أثبت «الديبلي» وقد مرّ قريبا.
(٣) كذا هنا «الحسين» ومرّ قبل أسطر ، «الحسن» وسيرد في الخبر التالي : الحسن ، أيضا.
(٤) بالأصل : «الدنبلي» والصواب ما أثبت «الديبلي» وقد مرّ قريبا.