أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا أحمد بن عبيد الله النرسي (١) ، نا روح بن عبادة ، نا عثمان بن غياث ، نا أبو نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«يمرّ الناس على جسر جهنم وعليه حسك وكلاليب وخطاطيف تخطف الناس يمينا وشمالا ، وبجنبتيه ملائكة يقولون اللهم سلّم سلّم ، فمن الناس من يمرّ مثل البرق ، ومنهم من يمرّ مثل الريح ، ومنهم من يمرّ مثل الفرس المجرى ، ومنهم من يسعى سعيا ، ومنهم من يحبو حبوا ، ومنهم من يزحف زحفا ، فأما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ، وأما أناس فيؤخذون بذنوب وخطايا. قال فيحرقون ويكونون فحما ، ثم يؤذن في الشفاعة فيؤخذون ضبارات ضبارات ، فيقذفون على نهر من أنهار الجنة ، فينبتون كما تنبت الحبّة في حميل السيل» قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما رأيتم الصبغاء (٢) ـ شجرة تنبت في الفيافي ـ فيكون آخر من يخرج من النار رجل يكون على شفتها فيقول : يا ربّ اصرف وجهي عنها ، فيقول عزوجل : عهدك وذمتك لا تسألني غيرها. قال : وعلى الصراط ثلاث شجرات ، فيقول : يا ربّ حوّلني إلى هذه الشجرة آكل من ثمرها وأكون في ظلها ، قال : فيقول : عهدك وذمتك أن لا تسألني غيرها ، قال : ثم يرى أخرى أحسن منها ، فيقول : يا ربّ حوّلني إلى هذه آكل من ثمرها وأكون في ظلها ، ثم يرى سواد الناس ، ويسمع كلامهم فيقول : يا ربّ أدخلني الجنة» قال أبو نضرة : فاختلف أبو سعيد ورجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : فيدخل الجنة فيعطى الدنيا ومثلها معها ، وقال الآخر : يدخل الجنة فيعطى الدنيا وعشرة أمثالها [٤٦٩٧].
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا بشر بن موسى ، نا أبو نعيم ، نا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«لا تسافر امرأة سفرا ثلاثة أيام إلّا مع زوجها ، أو ابنها ، أو أخيها ، أو ذي محرم» [٤٦٩٨].
__________________
(١) رسمها بالأصل : «النري» خطأ والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٢٤٠.
(٢) الصبغاء شجرة كالثمام بيضاء الثمر رملية ، والطاقة من النبت ، إذا طلعت كان ما يلي الشمس من أعاليها أخضر (القاموس المحيط : صبغ).