باب ما لم يسمّ فاعله
يحتاج فى هذا الباب إلى معرفة خمسة أشياء : الأفعال التى يجوز بناؤها للمفعول ، وكيفية بنائها له ، والسبب الذى لأجله يحذف الفاعل ، والمفعولات التى تقام مقام الفاعل ، والأولى منها بالإقامة إذا اجتمعت.
فأما الأفعال : فثلاثة أقسام :
قسم لا يجوز بناؤه للمفعول باتفاق ، وهو : الأفعال التى لا تتصرف ؛ نحو : نعم وبئس.
وقسم فيه خلاف ، وهو : كان وأخواتها المتصرفة ، والصحيح : أنها تبنى للمفعول ؛ بشرط أن / تكون قد عملت فى ظرف أو مجرور ؛ فيحذف اسمها ؛ كما يحذف الفاعل ويحذف الخبر ؛ إذ لا يتصور بقاء الخبر دون مخبر عنه ، ويقام الظرف أو [الجار] (١) والمجرور مقام المحذوف ؛ فيقال : ليس فى الدار ، وليس يوم الجمعة.
وقسم لا خلاف فى جواز بنائه للمفعول ، وهو : ما بقى من الأفعال المتصرفة.
وأما كيفية بنائه للمفعول : فإن الفعل لا يخلو من أن يكون صحيحا غير مضاعف أو معتلّا ، أو مضاعفا غير معتل : فإن كان صحيحا غير مضاعف : فإنه إن كان فى أوله همزة وصل ، ضممت أوله وثالثه وكسرت ما قبل آخره (٢) ، وإن كان فى أوله تاء زائدة ، ضممت أوله وثانيه [وكسرت ما قبل آخره] (٣) ، وإن لم يكن فى أوله شىء من ذلك ، ضممت أوله (٤) وكسرت ما قبل آخره (٥) ، وإن كان ما قبل الآخر مكسورا ، أبقيته على كسره.
__________________
(١) سقط في أ.
(٢) م : باب ما لم يسم فاعله
قولى «إن كان فى أوله همزة وصل ، ضممت أوله وثالثه ، وكسرت ما قبل آخره» مثال ذلك : انطلق تقول فيه : انطلق ، وكذلك : اقتدر واستخرج وأشباه ذلك تقول فيهما : اقتدر واستخرج. أه.
(٣) م : وقولى : «وإن كان فى أوله تاء زائدة ، ضممت أوله وثانيه ، وكسرت ما قبل آخره» مثال ذلك : تضرّب وتكرّم وتدحرج تقول فيها : تضرّب وتكرّم وتدحرج. أه.
(٤) في أ: أوله وثانيه.
(٥) م : وقولى : «وإن لم يكن فيه شئ من ذلك ضممت أوله وكسرت ما قبل آخره» مثال ذلك : ضرب وأكرم ودحرج. أه.