هذا ما لم تكن الجملة هى المبتدأ فى المعنى ، فإن كانت إيّاه لم تحتج إلى رابط ، ومنه : «هجيرى أبى بكر (١) ، لا إله إلا الله.
فأما (٢) المفرد : فإن كان ظرفا أو مجرورا (٣) أو مشتقّا : فإنه يشتمل على ضمير عائد على المبتدإ ، وإن كان جامدا لم يحتج إلى ذلك ، والضمير إن كان مرفوعا ، لم يجز حذفه (٤) ، وإن كان منصوبا ، لم يجز حذفه إلا فى الشعر ؛ نحو قول ابن يعفر (٥) [من السريع] :
__________________
٧ / ٢٥٧ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٦٢ ، وتذكرة النحاة ص ٦٦٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٩٢ ، ومجالس ثعلب ص ٦١٢ ، مغني اللبيب ٢ / ٥٠١ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٨.
(١) عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم التميمي أبو بكر بن أبي قحافة الصديق ، أول الرجال إسلاما ، ورفيق سيد المرسلين في هجرته. شهد المشاهد وكان من أفضل الصحابة ، وروى مائة واثنين وأربعين حديثا ، اتفقا على ستة ، وانفرد البخاري بأحد عشرة ، ومسلم بحديث. وروى عنه ولداه عبد الرحمن وعائشة وعمر وعلى وخلق ، وكان أبيض أشقر لطيفا مسترق الوركين. قال النبي صلّى الله عليه سلم : سدوا كل خوخة لا خوخة أبي بكر. وقال عمر : أبو بكر خيرنا وسيدنا وأحبنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. توفي سنة ثلاث عشرة ، عن ثلاث وستين سنة ، ودفن بالحجرة النبوية. وترجمته في تاريخ الشام في مجلد ونصف. ينظر تهذيب الكمال : ٢ / ٧٠٩ ، وتهذيب التهذيب : ٥ / ٣١٥ (٥٣٧) ، تقريب التهذيب : ١ / ٤٣٢ (٤٦٦). خلاصة تهذيب الكمال : ٢ / ٧٨ ، الكاشف : ٢ / ١٠٨ الجرح والتعديل ٥ / ١١١ ، أسد الغابة : ٣ / ٣٩٠ ، التجريد ١ / ٣٢٣ ، الإصابة : ٤ / ١٦٩ ، الاستيعاب : ٣ ـ ٤ / ٩٦٣.
(٢) في أ: وأما.
(٣) م : وقولى : «وأما المفرد فإن كان ظرفا أو مجرورا ...» إلى آخره إنما تحمل جميع ذلك الضمير ؛ لأنه في معنى ما يتحمل الضمير ، فقولنا : زيد في الدار ، وزيد عندك ، وزيد قائم ، بمعنى : زيد استقر فى الدار ، وزيد استقر عندك ، وزيد قام ، فكما يتحمل الفعل الضمير كذلك يتحمله ما فى معناه ، وأما الجامد ، نحو : زيد أخوك ، فلما كان هو الأول ، لم يحتج إلى رابط ، وليس ـ أيضا ـ في معنى ما يتحمل ضميرا ، فيحمل عليه. أه.
(٤) م : وقولى : «الضمير إن كان مرفوعا ، لم يجز حذفه» إلى آخره مثال المرفوع : الزيدان قاما ، لا يقال : الزيدان قام ، بحذف ضمير الرفع ، ومثال المخفوض بالإضافة : زيد قام أبوه ، لا يجوز حذف الضمير المضاف إليه الأب. أه.
(٥) الأسود بن يعفر النهشلي الدارمي التميمي ، أبو نهشل ، وأبو الجراح : شاعر جاهلي ، من سادات تميم من أهل العراق. كان فصيحا جوادا ، نادم النعمان بن المنذر ، ولما أسن كف بصره. ويقال له : «أعشى بنى نهشل».