٢٧ ـ وخالد يحمد ساداتنا |
|
بالحقّ لا يحمد بالباطل (١) |
التقدير : يحمده سادتنا ، وإن كان مخفوضا بالإضافة لم يجز حذفه ، وإن كان مخفوضا بحرف جر ، جاز إثباته ، وحذفه ؛ نحو قولك : «السّمن منوان بدرهم» أى : منوان منه ، ما لم يؤد إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه (٢) عنه ، لا يقال : «زيد مررت».
والخبر بالنظر إلى الإثبات والحذف : ثلاثة أقسام : قسم يلزم فيه حذف الخبر ، وهو المبتدأ الواقع بعد لولا (٣) ؛ ولذلك لحن المعرى (٤) فى قوله [من الوافر] :
٢٨ ـ يذيب الرّعب منه كلّ عضب |
|
فلو لا الغمد يمسكه لسالا (٥) |
__________________
له ديوان شعر مجموع ، أشهر شعره داليته المشهورة ومطلعها [من الكامل] :
نام الخليّ وما أحسّ رقادى |
|
والهمّ محتضر لدي وسادى |
ينظر : الشعر والشعراء ٧٨ ، طبقات ابن سلام ٣٢ ، خزانة الأدب ١ / ١٩٥ ، سمط اللآلي ٢٤٨ ، الأعلام ١ / ٣٣٠.
(١) الشاهد فيه قوله : «يحمد ساداتنا» يريد : يحمده ساداتنا ، فحذف المفعول به مخالفا شرطين لحذفه ، وهما : ألا يؤدى حذفه إلى تهيئة العامل للعمل وقطعه عنه ، ولا إلى إعمال العامل الضعيف مع إمكان إعمال العامل القوي. وتفصيل ذلك أن حذف الهاء من «يحمده» يسلط «يحمد» على «خالد» فينصبه على أنه مفعول به مقدم ، ولكن الشاعر رفع «خالدا» بالابتداء وقطع تسلط الفعل «يحمد» عليه ، كما أعمل الابتداء في «خالد» مع إمكان إعمال «يحمد» فيه.
ينظر : معنى اللبيب ٢ / ٦١١ ، وهو فيه بلا نسبة.
(٢) في أ: والقطع.
(٣) في ط : لولاه.
(٤) أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي ، المعروف بالمعرى : شاعر فيلسوف ، ولد ومات في معرة النعمان ، أصيب بالجدري صغيرا فعمى في السنة الرابعة من عمره وهو ابن إحدى عشرة سنة ، وهو من بيت علم كبير في بلده ، ولما مات وقع على قبره أربعة وثمانون شاعرا يرثونه.
أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته فثلاثة أقسام : «لزوم ما لا يلزم : ويعرف «باللزوميات» و «سقط الزند» ، و «ضوء السقط» ومن تصانيفه : «عبث الوليد» ، «رسالة الملائكة» ، «رسالة الغفران» من أشهر كتبه.
انظر : ابن خلكان ١ / ٣٣ الأعلام ١ / ١٥٧ ، إنباه الرواة ١ / ٤٦.
(٥) البيت لـ «أبي العلاء المعري» كما ذكر المصنف والتمثيل به في قوله : «لو لا الغمد يمسكه» حيث أظهر الخبر بعد «لولا» والقياس حذفه وجوبا ، وقد لحن بعضهم أبا العلاء في قوله هذا. وخرجه بعضهم على أن «يمسكه» حال من الضمير المستكن في الخبر ، أي : فلو لا الغمد موجود في حال كونه يمسكه.