تكون على وزن «فعل» بكسر العين فتقول : «عسيت أن أقوم ، وعسيت أن تقوم» بفتح العين وكسرها.
وإذا كان فاعلها ظاهرا أو ضمير غيبة ، لم تستعمل إلا على «فعل» بفتح العين ، ما عدا ضمير جماعة المؤنثات ، فإنها تستعمل معه باللغتين.
وتقول فى التثنية والجمع : «الزيدان عسى أن يقوما ، والزيدون عسى أن يقوموا ، والهندات عسى أن يقمن» إن لم تقدّر فى عسى ضميرا ؛ بل تكون أن وصلتها فى موضع الاسم والخبر ، فإن جعلتها متحملة للضمير ، قلت : «عسيا وعستا وعسوا وعسين».
ولا يكون فاعل الفعل الواقع فى موضع أخبار أخوات عسى إلا ضميرا عائدا على أسمائها ، فأما قوله [من البسيط] :
٤١ ـ وقد جعلت إذا ما قمت يثقلنى |
|
ثوبى فأنهض نهض الشّارب الثّمل (١) |
فعلى إقامة السبب ، وهو الإثقال مقام المسبّب ، وهو النهوض نهض الشارب الثمل ، والمعنى : وقد جعلت أنهض نهض الشارب الثمل لإثقال ثوبى إياى ، فقدّم ذكر السبب ؛ كما قال تعالى : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) [البقرة : ٢٨٢] ؛ فاستشهاد الرجل والمرأتين ليس سببه ضلال إحداهما ؛ بل التذكير
__________________
(١) اختلف في نسبة البيت بين عمرو بن أحمر الباهلي ، وأبي حية النمري ، والحكم بن عبدل.
ويروي عجز البيت هكذا :
............ |
|
ثوبي فأنهض نهض الشارب السكر |
قال البغدادي. القافية رائية لا لامية كما وقع في إنشاد النحويين.
والشاهد فيه تقديم ذكر السبب ؛ وهو الإثقال على المسبب ؛ وهو النهوض نهض الشارب الثمل ، وفيه شاهد آخر هو مجىء «جعل» للشروع ، وخبره جملة شرطية مصدرة بإذا.
ينظر ملحق ديوان عمرو بن أحمر ص ١٨٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣٥٩ ، ٣٦٢ ، ولأبي حية النمري في الحيوان ٦ / ٤٨٣ ، وشرح التصريح ١ / ٢٠٤ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٧٤ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٧٣ ، ولابن أحمر أو لأبي حية النمري في الدرر ٢ / ١٣٣ ، ولأبي حية أو للحكم بن عبدل في شرح شواهد المغني ٢ / ٩١١ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١ / ٣٠٥ ، وشرح الأشموني ١ / ١٣٠ ، وشرح التصريح ١ / ٢٠٦ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٧٩.