فأصله : «له إنك» ، ثم نقلت حركة الهمزة ، والعرب تقول : «له أنت».
ولا يجوز تقديم شىء من معمولات هذه الحروف عليها ، ولا تقديم أخبارها على أسمائها لضعفها فى العمل ، إلا أن يكون الخبر ظرفا أو مجرورا ؛ فإنّ العرب اتسعت فيهما (١) ، ويجوز تقديم معمول الخبر عليه إذا لم يكن بالخبر مانع من موانع تقديم المفعول على العامل (٢) ، ولا يجوز تقديمه عليها أصلا (٣) ، ولا على الاسم إلا أن يكون ظرفا أو مجرورا (٤) فى أحد القولين ، وهو مع ذلك قليل ؛ نحو قوله من الطويل] :
٥٠ ـ ولا تلحنى فيها فإنّ بحبّها |
|
أخاك مصاب القلب جمّ بلابله (٥) |
__________________
و (السنا) بالقصر : ضوء البرق. و (القلل) : جمع قلة وهي من كل شيء : أعلاه.
ورواه ابن بري : «قنن الحمى» جمع قنة بمعنى القلة. و (الحمى) هو المكان الذي يحمى من الناس فلا يقربه أحد ، وأراد به حمى حبيبته.
والشاهد فيه قوله : «لهنك» يريد : لإنك ، فأبدل الهمزة هاء ، وقدمت لام التوكيد على «إن» ، مع الجمع بين حرفي التوكيد. وفي البيت أقوال أخر.
ينظر : لسان العرب (لهن) ، (قذي) ، ولرجل من بني نمير في خزانة الأدب ١٠ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، ٣٥١ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٤٤ ، وأمالي الزجاجي ص ٢٥٠ ، والجنى الداني ص ١٢٩ ، وجواهر الأدب ص ٨٣ ، ٣٣٣ ، والخصائص ١ / ٣١٥ ، ٢ / ١٩٥ ، والدرر ٢ / ١٩١ ، وديوان المعاني ٢ / ١٩٢ ، ورصف المباني ص ٤٤ ، ١٢١ ، ٢٣٣ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٧١ ، ٢ / ٥٥٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٠٢ ، وشرح المفصل ٨ / ٦٣ ، ٩ / ٢٥ ، ١٠ / ٤٢ ، ولسان العرب (أنن) ، ومجالس ثعلب ١ / ١١٣ ، ٢ / ٤١٣ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٣١ ، والممتع في التصريف ١ / ٣٩٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤١.
(١) م : وقولى : «إلا أن يكون الخبر ظرفا أو مجرورا ، فإن العرب اتسعت فيهما» مثال ذلك قولك : إن فى الدار زيدا ، وإن عندك عمرا. أه.
(٢) م : وقولى : «ويجوز تقديم معمول الخبر عليه ، إذا لم يكن للخبر مانع من موانع تقديم المفعول على العامل» مثال ذلك : إن زيدا عمرا ضارب ، أى : ضارب عمرا ، فقدمت معمول «ضارب» عليه إذ لا مانع يمنع من ذلك ، ولو قلت إن زيدا عمرا ما ضرب ، تريد : ما ضرب عمرا ، لم يجز ذلك ، لأن «ما» لها صدر الكلام ، فلا يجوز تقديم ما بعدها عليها. أه.
(٣) م : وقولى : «ولا يجوز تقديمه عليها أصلا» لا يجوز أن يقال : فى الدار إن زيدا قائم ، ولا عمرا إن زيدا ضارب ، تريد : إن زيدا قائم في الدار ، وإن زيدا ضارب عمرا. أه.
(٤) م : وقولى : «ولا على الاسم إلا أن يكون ظرفا أو مجرورا» مثال ذلك : قولك : إن فى الدار زيدا قائم ، وإن عندك زيدا جالس ، تريد : إن زيدا قائم فى الدار ، وإن زيدا جالس عندك.
وقولى : «فى أحد القولين» لأنه قد قيل : إن الظرف والمجرور متعلقان بمحذوف على طريق البيتين ، وليسا متعلقين بالخبر ، واعترض بهما بين هذه الحروف وأسمائها. أه.
(٥) البيت بلا نسبة في : الأشباه والنظائر ٢ / ٢٣١ ، خزانة الأدب ٨ / ٤٥٣ ، ٤٥٥ ،