باب المصدر العامل عمل فعله
وهو نوعان : موضوع موضع الفعل ، نحو قوله [من الكامل] :
٧٧ ـ أعلاقة أمّ الوليّد بعد ما |
|
أفنان رأسك كالثّغام المخلس (١) |
التقدير : أتعلق أم الوليد.
ومقدّر بأن والفعل ، أو بأن التى خبرها فعل أو اسم مشتقّ منه ، أو بـ «ما» والفعل (٢) ، نحو قولك : «يعجبنى ضرب زيد عمرا» التقدير : أن ضرب زيد عمرا ، أو : أنّ زيدا يضرب عمرا ، وكلاهما يعمل عمل الفعل الذى أخذ منه ، وسواء كان بمعنى المضى ، أو بمعنى الحال ، أو الاستقبال.
ولا يخلو المصدر من أن يكون منونا ، أو مضافا ، أو معرّفا بالألف واللام.
__________________
(١) البيت للمرار الأسدي.
والعلاقة : الحبّ ، وتكون العلاقة أيضا : الارتباط في الأمور المعنوية ، و (العلاقة) بالكسر : علاقة السوط ونحوه من الأمور الحسية.
وفي القاموس : (العلاقة) وتكسر : الحب اللازم للقلب وبالكسر في السوط ونحوه.
الوليد : مصغر ولد بضم الواو.
الأفنان : جمع فنن بفتحتين وهو : الغصن ، وأراد بها ذوائب الشعر على سبيل الاستعارة.
الثغام : بفتح المثلثة والغين المعجمة : مرعى تعلفه الخيل ويشبه به الشيب في البياض.
المخلس : النبات الخليس : الذي ينبت الأخضر فيه في خلال يبيسه ويختلط به.
وفي البيت شاهدان : أولهما نصب «أم» بـ «علاقة» لأنها بدل من التلفظ بالفعل فعملت عمله.
وثانيهما : إضافة «بعد» إلى الجملة لأن «ما» وصلت بها فكفتها عن الإضافة إلى المفرد وهيأتها للإضافة إلى الجملة.
ينظر : ديوانه ص ٤٦١ ، والأزهية ص ٨٩ ، وإصلاح المنطق ص ٤٥ وخزانة الأدب ١١ / ٢٣٢ ، ٢٣٤ ، والدرر ٣ / ١١١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٢٢ والكتاب ١ / ١١٦ ، ٢ / ١٣٩ ، ولسان العرب (علق) ، (ثغم) وشرح شافية ابن الحاجب ١ / ٢٧٣ ، ومغني اللبيب ١ / ٣١١ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٠.
(٢) م : باب المصدر العامل عمل فعله
قولى : «أو بما والفعل» يكون مقدرا بما والفعل إذا أردت الحال ؛ نحو قولك : يعجبنى ذهابك الآن ، أى : ما تذهب الآن ، وإنما لم يقدر بأن والفعل ؛ لأن «أن» تخلص الفعل المضارع للاستقبال ؛ فيبطل بها معنى الحال ، و «ما» المصدرية ليست كذلك. أه.