فإن كان منوّنا : فإنّك ترفع به الفاعل أو المفعول الذى لم يسمّ فاعله (١) ، وتنصب المفعول ، فتقول : «يعجبنى ضرب زيد عمرا» ، وإن شئت حذفت المفعول وأبقيت الفاعل (٢) ، أو بالعكس ، وهو الأكثر فى الاستعمال ؛ نحو قوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) [البلد : ١٤ ، ١٥] التقدير : أو إطعام أحدكم ، إلا أنّ إثبات التنوين مع ذكر الفاعل قليل جدّا.
ومما جاء من ذلك : قوله فى أحد الوجهين [من الكامل] :
٧٨ ـ حرب تردّد بينهم بتشاجر |
|
قد كفّرت آباؤها أبناؤها (٣) |
والتقدير : يتشاجر أبناؤها ، وقد كفرت آباؤها ، أى : لبست الدروع.
وإن كان مضافا : فلا يخلو من أن تضيفه إلى الفاعل ، أو إلى المفعول : فإن أضفته إلى الفاعل خفضته وبقى المفعول منصوبا ؛ ومن ذلك قوله : [من الطويل]
٧٩ ـ وهنّ وقوف ينتظرن قضاءه |
|
بضاحى عذاة أمره وهو ضامز (٤) |
أى : قضاءه أمره.
وإن أضفته إلى المفعول ، خفضته وبقى الفاعل على رفعه ، وهو قليل ؛ ومنه قوله [من البسيط] :
__________________
(١) م : وقولى : «أو المفعول الذى لم يسم فاعله» مثال ذلك : قوله : سررت بقتل الكافر ، أى : بأن قتل الكافر. أه.
(٢) م : وقولى : «وإن شئت حذفت المفعول ، وأبقيت الفاعل» مثال ذلك : قولك : يعجبنى ضرب زيد ، تريد : أن ضرب زيد. أه.
(٣) البيت للفرزدق ولم أقف عليه في ديوانه.
والشاهد فيه : ذكر الفاعل «أبناؤها» والمصدر «تشاجر» منون. وهو قليل.
ينظر تهذيب اللغة ١٠ / ٢٠١ ، ولسان العرب (كفر)
(٤) البيت : للشماخ.
والشاهد فيه قوله : «قضاءه بضاحي غداة أمره» حيث أضاف المصدر إلى فاعله وبقي مفعوله «أمره» منصوبا ، وقد فصل بين المفعول وعامله «بضاحي» ، لأن الجار والمجرور متعلق بالمصدر وليس بأجنبي.
ينظر : ديوانه ١٧٧ ، جمهرة اللغة ص ١٣٢١ ، شرح شواهد المغني ٢ / ٨٩٥ ، لسان العرب (ضمز) والمقتضب ١ / ١٥ وجمهرة أشعار العرب ١٥٥ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ١٩١ ، ومغني اللبيب ٥٤٠ ، ورواية صدر البيت في الديوان :
لهن صليل ينتظرن قضاءه |
|
............ |