باب أسماء الأفعال
اعلم : أنّ العرب وضعت للفعل أسماء ، وأكثر ذلك فى الأمر ؛ نحو قولهم : بله زيدا ، بمعنى : دع زيدا ، ورويد عمرا ، بمعنى : أمهله ، وتيد مثلها ، ونزال بمعنى : انزل ، وتراك عمرا ، بمعنى : اتركه ، وحذار الشرّ ، بمعنى : احذر الشر ، وقرقار ، وعرعار ، بمعنى : قرقر ، وعرعر ، ومه بمعنى : اكفف ، وصه ، بمعنى : اسكت ، وأيها ، أى : كف ، وهيت بكسر الهاء وفتحها ، أى : أسرع ، وهيك مثلها ، وقطك أى : اكتف ، وقدك مثلها ، ودع ؛ أى : انتعش.
ودعا لك ، ودعدعا مثلها ، وآمين ، بقصر الألف ومدّها ، أى : استجب ، وهلمّ ؛ أى : أقبل أو احضر ، وحىّ ؛ أى : أقبل ، وهلا ، أى : قرّ ، وحيهل بفتح اللام وتسكينها ؛ أى أقبل ، أو ائت ، وقد تنون فيقال : وحيّهلا ، ولا تكون إذ ذاك إلا بمعنى : ائت ، وهاء وها وهاك ، أى : خذ.
وذلك كلّه موقوف على السمّاع ، يحفظ ، ولا يقاس عليه / إلا ما كان منه على فعال ، نحو : نزال ؛ فإنّه يقاس عليه فى الأفعال الثلاثية ؛ لكثرة ما جاء منه.
وحكمها أن تعامل معاملة الفعل الذى هى بمعناه فى التعدّى وتركه ؛ فتقول : تراك ، كما تقول : اترك ، وتراك عمرا ، كما تقول : اترك عمرا.
ولا تضاف إلى معمولها ؛ كما لا يضاف الفعل ، لا تقول : تراك زيد ، فإن اتصلت به كاف مخاطبة (١) ، نحو قولهم : رويدك زيدا ، كانت حرف خطاب بمنزلتها فى ذلك.
ولا يقدّم معمولها ، لعدم تصرفها ، لا تقول : زيدا دراك ، ولا الشّرّ حذار.
ولا ينصب الفعل بعد الفاء في جوابها ، إلا أن تكون من لفظ الفعل ، نحو قولك :
__________________
(١) م : باب أسماء الأفعال
قولى : «فإن اتصلت به كاف مخاطبة ، نحو قولهم : رويدك زيدا ، كانت حرف خطاب بمنزلتها فى ذاك» إنّما لم يجز أن تجعل فى موضع خفص بالإضافة ؛ لأن أسماء الأفعال تنزلت منزلة الأفعال فى أول وضعها ، والأفعال لا يجوز إضافتها ؛ فلم تضف هى لقيامها فى أول وضعها مقام ما لا يضاف. أه.