باب الإغراء
وأعنى بذلك : وضع الظروف والمجرورات موضع أسماء الأفعال ، وهو موقوف على السّماع ، والذى سمع من ذلك : عليك ، وعندك / ودونك ، وأمامك ، ومكانك ، ووراءك ، وإليك ، فأمّا عليك وعندك ودونك ، فوضعت موضع أفعال متعدية ، فتعدّت لذلك ، فتقول : «عليك زيدا ، وبزيد ، ودونك زيدا ، وعندك زيدا» ، إذا أمرته به ، وقد توضع أيضا «عندك» موضع تخوّف وتقدّم ؛ فلا تتعدى ؛ فتقول : «عندك» إذا خوّفته من شىء بين يديه ، أو أمرته أن يتقدّم.
وقد توضع ـ أيضا ـ «على» مع مخفوضها موضع فعل متعدّ إلى مفعولين ؛ فتقول : «علىّ زيدا» والمعنى : أولنى زيدا ، ولا يجوز ذلك فى غيرها.
وأمّا أمامك ومكانك ووراءك وإليك : فوضعت موضع أفعال لا تتعدى ؛ فلم تتعدّ لذلك :
فأمّا أمامك : فاستعملت تارة بمعنى تخوّف ، وتارة بمعنى تبصّر ، فتقول : «أمامك» إذا خوفته من شىء بين يديه ، أو بصّرته شيئا.
وأمّا وراءك فوضعت موضع افطن ، فتقول : وراءك ، أى : افطن لما خلفك.
وأمّا مكانك : فوضعت موضع قولك تأخّر ، وأنت تحذّره شيئا خلفه.
وأمّا إليك : فوضعت موضع تنحّ وتأخّر ، فتقول : إليّك ، أى : تأخّر وتنحّ عن مكانك الذى أنت فيه ، ومن ذلك قوله : [من الوافر]
٨٥ ـ إذا التّيّاز ذو العضلات قلنا |
|
إليك إليك ضاق بها ذراعا (١) |
أى : تأخّر.
__________________
(١) البيت للقطامي.
والشاهد فيه مجىء إليك بمعنى تنحّ أو تأخّر.
ينظر : ديوانه ص ٤٠ ، ولسان العرب (تيز) ، (إلى) ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ٢٣٦ ، وتهذيب اللغة ١٣ / ٢٣٧ ، ١٤ / ١٧٣ ، ١٥ / ٤٢٧ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٣١ ، وكتاب العين ٧ / ٣٧٩ ، ٨ / ٧٠ ، ومقاييس اللغة ١ / ٣٦٠ ، وديوان الأدب ٣ / ٣٥٨ ، وتاج العروس ١٥ / ٤٨ (تيز) ، (إلى) ، وبلا نسبة في لسان العرب (لدى) ، والمخصص ٢ / ٧٥.