ظرف المكان المختص ؛ فإنّه إن كان مشتقّا من لفظ الفعل ، وصل إليه الفعل الذى من لفظه بنفسه ، وما عدا ذلك : فإنّه لا يصل إليه ، إلا بواسطة «فى» (١) ، إلا ما شذّ ، من ذلك ، وهو : «الشام» من قولهم : «ذهبت ، نزلت الشام» وكلّ اسم مكان مختصّ مع دخلت.
و «أدراجه» من قولهم : «رجع أدراجه» و «استمرّ أدراجه» أو ما جاء من ذلك فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٩٠ ـ جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم |
|
رفيقين قالا خيمتى أمّ معبد (٢) |
ويتعدّى الفعل ـ أيضا ـ إلى ضمير المصدر نفسه (٣) ، ولا يتعدّى إلى ضمير ظرفى الزمان والمكان مطلقا ، إلا بواسطة «فى» (٤) ، إلا أن يتسع فى الظرف ، فتنصبه على التشبيه بالمفعول به ، فإنّ الفعل ـ إذ ذاك ـ يصل إلى / ضميره بنفسه ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٩١ ـ ويوم شهدناه سليما وعامرا |
|
قليل سوى الطّعن النّهال نوافله (٥) |
__________________
مثال ذلك قولك : قعد فلان قعودا أو قعد قعدتين ، وقعد القرفصاء ، وقمت أمامك ، وسرت ميلا ، وقمت زمانا وسرت يوم الجمعة ، وسرت شهرا ، وجاء زيد ضاحكا ، وتبسم ضاحكا. أه.
(١) م : وقولى : «إلا ظرف المكان المختص ، فإنه لا يصل إليه إلا بواسطة «فى» مثال ذلك : قعدت فى الدار ، ولا يجوز : قعدت الدار. أه.
(٢) البيت : لرجل من الجن ويروي صدر البيت هكذا :
جزى الله رب الناس خير جزائه |
|
............ |
والشاهد فيه : «قالا خيمتي ..» والتقدير «في خيمتى» وهو ضرورة.
ينظر : الدرر ٣ / ٨٧ وشرح شذور الذهب ٣٠٥ ، وبلا نسبة في لسان العرب ، «قيل» همع الهوامع ١ / ٢٠٠.
(٣) م : وقولى : «ويتعدى الفعل أيضا إلى ضمير المصدر بنفسه» مثال ذلك : ضربته زيدا ، تريد : ضربت الضرب زيدا ، فأعدت الضّمير على المصدر المفهوم من الفعل. أه.
(٤) م : وقولى : «ولا يتعدى إلى ضمير ظرفى الزمان والمكان مطلقا إلا بواسطة في» أعنى بقولى «مطلقا» جميع أحواله من إبهام أو عدد أو اختصاص ، ومثال ذلك قولك : يوم الجمعة صمت فيه ، ومكانك قعدت فيه ، وثلاثة أيام صمت فيها ، والميل سرت فيه ، وهذا زمان قام فيه زيد ، وهذا مكان قعد فيه عمرو. أه.
(٥) البيت : لرجل من بني عامر.
النهال : جمع نهل بالتحريك ، وأصل النهل : أول الشرب.