والرابع : أن يكون متصرفا منصرفا ، وهو ما عدا ذلك ؛ نحو : ضرب (١).
وأعنى بالتصرّف : استعمال الاسم فى موضع النّصب ، والرفع ، والخفض ، وبالانصراف : دخول التنوين أو ما عاقبه.
وكذلك أيضا ينقسم ظرف الزمان بالنّظر إلى التصرّف والانصراف ، أربعة أقسام :
أحدها : أن يكون لا متصرّفا ولا منصرفا ، وهو : سحر إذا أردتّه من يوم بعينه (٢).
والثانى : أن يكون متصرفا لا منصرفا ، وهو : غدوة ، وبكرة (٣) ، وعشيّة ، إذا كانت أعلاما ، إلا أنّ استعمال عشيّة علما يقلّ.
والثالث : أن يكون منصرفا لا متصرفا ، وهو : سحير إذا أردتّ به سحر ليلتك ،
__________________
والشاهد فيه نصب «سبحان» على المصدر ، ولزومها للنصب لأنها مصدر جامد ، وقد منعت من الصرف لأنها علم للتسبيح ، فجرت مجرى «عثمان» الممنوع من الصرف لزيادة الألف والنون فيه. وقيل : الشاهد فيه أن «سبحان» قد بقيت بدون تنوين ، لأنها مضافة إلى مضاف إليه محذوف ، والمضاف قد يبقى بعد حذف المضاف إليه بلا تنوين.
ينظر : ديوانه ص ٩٣ ، وأساس البلاغة ص ٢٠٠ (سبح) ، والأشباه والنظائر ٢ / ١٠٩ ، وجمهرة اللغة ص ٢٧٨ ، وخزانة الأدب ١ / ١٨٥ ، ٧ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، ٢٣٨ ، والخصائص ٢ / ٤٣٥ ، والدرر ٣ / ٧٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٥٧ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٠٥ ، وشرح المفصل ١ / ٣٧ ، ١٢٠ ، والكتاب ١ / ٣٢٤ ، ولسان العرب (سبح) ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٣ / ٣٨٨ ، ٦ / ٢٨٦ ، والخصائص ٢ / ١٩٧ ، ٣ / ٢٣ ، والدرر ٥ / ٤٢ ، ومجالس ثعلب ١ / ٢٦١ ، والمقتضب ٣ / ٢١٨ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٠ ، ٢ / ٥٢.
(١) م : وقولى : «متصرف منصرف ، وهو ما عدا ذلك ، نحو : ضرب» أما انصرافه : فلأنه يدخله التنوين والخفض ، وأما تصرّفه ، فلأنه يستعمل مرفوعا ومنصوبا ومخفوضا ؛ نحو قولك : ضربت ضربا ، وهذا ضرب ، وعجبت من ضرب عمرا. أه.
(٢) م : وقولى : «وهو سحر معينا» مثال ذلك : خرجت يوم الجمعة سحر ، فلا ينصرف ؛ لتعريفه وعدله عن الألف واللام ؛ وذلك أن سحر قد استعمل نكرة ؛ فكان ينبغي إذا عرّف أن يعرف بالألف واللام ؛ فعدل عن ذلك ، ولا يتصرّف ؛ لأنه لا يستعمل إلا منصوبا على الظرفية. أه.
(٣) م : وقولى : «متصرفا لا منصرفا ، وهو «غدوة وبكرة» معينتين» مثال ذلك قولك : خرجت يوم الجمعة غدوة ، وقعدت يوم الخميس بكرة ، فيمنعان الصرف للتأنيث والتعريف ، وهما مع ذلك متصرفان ؛ لأنهما يستعملان فى موضع الرفع والنصب والخفض ، تقول : هذه غدوة وبكرة ، وخرجت غدوة وبكرة ، وذهبت من غدوة وبكرة. أه.