إلا أن توصف ؛ نحو : سير عليه طويل من الدهر ، أو يكون صفة خاصّة بالموصوف ؛ نحو : سير عليه ملىّ ، أو مستعملة استعمال الأسماء ؛ نحو : سير عليه قريب ، فإنّ تصرّفه يحسن إذ ذاك.
وظرف المكان ينقسم بالنّظر إلى التّصرف والانصراف ثلاثة أقسام :
أحدها : أن يكون متصرّفا لا منصرفا ، وهو : كلّ ما أقيم من الصفات التى لا تنصرف مقام ظرف مكان محذوف (١) ، أو كان جمعا متناهيا.
والثانى : عكسه ، وهو : «مكانك» إذا دخلها معنى «عوضك» ، و «دونك» إذا أريد بها نقصان المرتبة فى صفة من الصفات ، و «فوقك» إذا أريد بها علوّ المرتبة فى صفة من الصفات ، و «سواك» و «سواك» و «سواءك» و «عند» و «مع» و «وسط» ساكنة السين (٢) ، إلا أن «عند» و «مع» قد يدخل عليهما من ، ولا تتصرّف بأكثر من ذلك.
وأمّا الحال : فإن كانت مبيّنة اشترط فيها : أن تكون نكرة (٣) ، أو فى حكمها ؛ نحو قولهم : أرسلها العراك ، وطلبته جهدى ، وطاقتى ، كلمته فاه إلى فىّ ، ورجع
__________________
(١) م : وقولى : «نحو أسفل وأعلي» مثال ذلك : جلست أسفل وقعدت أعلى ، وهما متصرفان لأنهما يستعملان مرفوعين ومخفوضين ؛ فتقول : هذا أسفل ، وهذا أعلى ، وجئت من أسفل ، وأتيت من أعلى. أه [لم نجد هذا القول بنصه].
(٢) م : وقولى : «وعكسه ، وهو سواك وسواءك وسواك ، وعند ووسط ساكنة السين» أعنى : أنها منصرفة لإضافتها ، وغير متصرفة لأنها لا تستعمل إلا ظروفا نحو قولك : قعدت عندك ، وجلست وسط القوم ، وقام القوم سواك ، ولا يجوز استعمال «سوى» اسما إلا فى ضرورة ؛ نحو قول الأعشى : [من الطويل]
تجانف عن جوّ اليمامة ناقتى |
|
وما قصدت من أهلها لسوائكا |
[ينظر ديوانه ص ١٣٩ ، والأشباه والنظائر ٥ / ١٦٤ ، ١٧٢ ، والأضداد ص ٤٤ ، ١٩٨ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٣٥ ، ٤٣٨ ، ٤٤١ ، والدرر ٣ / ٩٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٣٧ ، والكتاب ١ / ٣٢ ، ٤٠٨ ، ولسان العرب (جنف) ، (سواء) ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ٢٩٥ ، وشرح المفصل ٢ / ٨٤ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١٥٤ ، والمحتسب ٢ / ١٥٠ ، والمقتضب ٤ / ٣٤٩ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٠٢].
فجرّ «سوائك» باللام. أه.
(٣) م : وقولى : «اشترط فيها أن تكون نكرة» مثال ذلك قولك : جاء زيد ضاحكا. أه.