وقد يجىء من نكرة غير مقاربة للمعرفة ، وإن كانت ممّا يحسن وصف ذى الحال به ، إلا أنّ ذلك قليل ، فإن تقدّمت على ذى الحال ، جاءت من المعرفة والنكرة (١) على كل حال.
وإن كانت الحال مؤكّدة ، اشترط فيها جميع ما يشترط فى المبينة إلا الانتقال (٢) ، ويجوز أن يقع موقع الاسم المنتصب على الحال الظرف ، والمجرور التامّان (٣) ، والجملة المحتملة للصدق والكذب ، فإن كانت الجملة اسميّة ، فإنّها تدخل عليها واو الحال.
ويلزم إن كانت الجملة غير مشتملة على ضمير عائد على ذى الحال (٤) ، ملفوظ به ، أو مقدّر.
ولا يلزم إن كانت مشتملة عليه (٥) ، بل المختار لحاقها ، وإن كانت فعليّة / وكان
__________________
المثال المتقدم ، ومثال مجيئها من نكرة مقاربة للمعرفة قولك : جاء خير من زيد ضاحكا ، وجاء رجل من إخوتك ضاحكا ، ومن ذلك قوله [من البسيط] :
يا عين جودى بدمع منك محمودا |
|
وابك ابن أمّى إذا ما مات مسعودا |
أه.
(١) م : وقولى : «فإن تقدمت على ذى الحال ، جاءت من المعرفة والنكرة» مثال ذلك قولك جاء ضاحكا زيد ، وجاء مسرعا رجل ، قال الشاعر : [من الطويل]
فهلا أعدونى لمثلى تفاقدوا |
|
وفى الأرض مبثوثا شجاع وعقرب |
[ينظر فى خزانة الأدب ٣ / ٢٠٩ ، الحماسة بشرح المرزوقى ص ١٢٤ ، كتاب الجيم ٢ / ١٩٣] أه.
(٢) م : وقولى : «وإن كانت الحال مؤكدة اشترط فيها جميع ما اشترط فى المبينة إلا الانتقال» ومثال ذلك قولك : تبسم زيد ضاحكا ، ألا ترى أن الضحك لازم للتبسم غير مفارق ؛ فلا يتصور منه الانتقال أصلا. أه.
(٣) م : وقولى : «ويجوز أن يقع موقع الاسم المنصوب على الحال الظرف والمجرور التامان» مثال ذلك قولك : جاء زيد فى زينته ، وجاء عمرو أمام بكر ، وأعنى بالتمام أن يكون فى جعلهما حالين فائدة ، فإن لم يفيدا ، كانا ناقصين ؛ لا يجوز أن تقول : جاء زيد فيك ، ولا أن تقول : هذا زيد اليوم. أه.
(٤) م : وقولى : «ويلزم إن عريت الجملة من ضمير عائد على ذى الحال» مثال ذلك قوله تعالى : (يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ...) [آل عمران : ١٥٤].
(٥) م : وقولى : «ولا يلزم إن لم تعر منه» مثال دخول الواو مع وجود الضمير قول الشاعر : [من الكامل].