باب المنصوبات عن تمام ما يطلبها
وهى : التّمييز ، والمستثنى.
فأمّا التمييز ، فهو : كلّ اسم نكرة منصوب مفسّر لما انبهم من الذوات (١) ، فأمّا قول بعض العرب : «العشرون الدّرهم ، والخمسة عشر الدّرهم» ، فالألف واللام الداخلة على الدرهم زائدة فيه ؛ وكذلك قول الشاعر [من الوافر] :
١٠١ ـ إلى ردح من الشّيزى ملاء |
|
لباب البرّ يلبك بالشّهاد (٢) |
لباب البرّ منصوب بملاء بعد إسقاط حرف الجر ، أى : ملاء بلباب البر.
ويكون انتصابه : إمّا عن تمام الاسم ، وإما عن تمام الكلام :
فالمنتصب عن تمام الكلام : هو كلّ تمييز مفسّر لمبهم ، ينطوى عليه الكلام ؛ نحو قولك : امتلأ الإناء ماء ، وتصبّب زيد عرقا ؛ ألا ترى أنّ ماء مفسّر للمالئ الإناء ، الذى انطوى عليه قولك : امتلأ الإناء.
وهو نوعان : منقول ، وغير منقول :
والمنقول : ما كان منه / قبل النّقل مفردا ، بقى على إفراده ، وما كان منه مجموعا ، بقى على جمعيته ، وإن شئت أفردته ، ولا يجوز دخول «من» عليه.
وغير المنقول : إن لم يكن اسم جنس ، كان على حسب المبهم الذى هو تفسير له من إفراد ، أو تثنية ، أو جمع ، ولا يجوز دخول «من» عليه.
__________________
(١) م : باب المنصوبات التى يطلبها الفعل على عدم اللزوم قولى : «مفسر لما انبهم من الذوات» تحرزت بذلك من الحال ؛ فإنها مفسرة لما انبهم من الهيئات ؛ ألا ترى أنك إذا قلت : عندى عشرون درهما بينت بقولك : «درهما» حقيقة العشرين وذاتها ما هى ، وإذا قلت : جاء زيد ضاحكا بينت بقولك : «ضاحكا» الهيئة التى كان عليها زيد وقت المجىء. أه.
(٢) البيت : لأمية بن أبي الصلت ونسب لأبي الصلت ولابن الزبعرى.
الشاهد : قوله : «لباب البر» حيث جاء التمييز مضافا إلى مميزه وحقه التنكير.
ينظر : ديوان أمية بن أبي الصلت ص ٢٧ ، وأساس البلاغة ص ١٥٩ (ردح) ، وجمهرة اللغة ص ٥٠٢ ، وسمط اللآلي ص ٣٦٣ ، ولسان العرب (ردح) ، (رجح) ، (شهد) ، (لبك) ، (رذم) ، والمعاني الكبير ١ / ٣٨٠ ، ولأبي الصلت في المستقصى ١ / ٢٨١ ، ولأمية أو لأبي الصلت في الدرر ١ / ٢٤٩ ، ولابن الزبعري في لسان العرب (شيز) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٨١٢.