و «من» إنما تدخل على التمييز ، لا على الحال.
وتمام الاسم : إما بنون ؛ نحو : عشرين ، أو بتنوين ؛ نحو : رطل ، أو بمضاف ؛ نحو : شعر كلبين ، ونحو : مثله وأو بتقدير تنوين ؛ وذلك فى المبنيّات ؛ نحو : أحد عشر ، ونحو : دخول «من» على جميع ما تفسّر به المقادير والأعداد ، إلا أنّ ما يأتى منه تفسيرا لعدد ، فإنه لا يجوز دخول «من» عليه حتى يردّ إلى أصله ؛ فيجمع ويعرّف بالألف واللام (١).
ولا يجوز تقديم التمييز (٢) ، وأما توسيطه فجائز ؛ ومن ذلك قول زفر بن الحارث / (٣) [من الوافر] :
١٠٤ ـ نطاعن عنهم الأقران حتّى |
|
جرى منهم دما مرج المجيل |
ولا يكون التمييز بالأسماء المختصّة بالنفى (٤) ؛ نحو : أحد ، وعريب ، ولا بالأسماء المتوغّلة فى البناء ، ولا بالأسماء المتوغلة فى الإبهام.
__________________
والشاهد الثاني : قوله : «يا سيدا» ؛ حيث نصب المنادى النكرة المقصودة للضرورة.
ينظر : خزانة الأدب ٦ / ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٨ ، والدرر ٣ / ٢٣ ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٣٦٣ ، وشرح التصريح ١ / ٣٩٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٩٥ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ١٨٥ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٠٨ ، والدرر ٤ / ٣٥ ، ٥ / ٢٣٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٣٦ ، وشرح قطر الندى ص ٣٢٠ ، وهمع الهوامع ١ / ١٧٣ ، ٢ / ٩٠.
(١) م : وقولى : «حتى يرد إلى أصله من الجمعيّة» مثال ذلك قولك : عندى عشرون درهما ، فإن أدخلت «من» قلت : عشرون من الدراهم. أه.
(٢) م : وقولى : «ولا يجوز تقديم التمييز» أعنى : أنه لا يجوز أن يقال : أعرقا تصبب زيد؟ أه.
(٣) زفر بن الحارث بن عبد عمرو بن معاذ الكلابي ، أبو الهذيل : أمير ، من التابعين ، من أهل الجزيرة ، كان كبير قيس في زمانه ، شهد صفين مع معاوية أميرا على أهل قنسرين ، وشهد وقعة مرج داهط مع الضحاك بن قيس الفهري وقتل الضحاك فهرب زفر إلى قرقيسيا. وظل متحصنا فيها حتى مات ، وكانت وفاته في خلافة عبد الملك بن مروان سنة ٧٥ ه.
والشاهد في البيت توسط التمييز «دما» بين الفعل «جرى» ، والفاعل «مرج المجيل» ؛ وهو جائز.
ينظر : خزانة الأدب ١ / ٣٩٣ ، اليافعي ٢ / ٢٢١ ، الشذارات ٢ / ٢١٥ ، الأعلام ٣ / ٤٥
(٤) م : وقولى : «ولا يكون التمييز بالأسماء المختصة بالنفى ...» إلى آخره أعنى : أنه لا يقال : ما عندى عشرون أحدا ، وسبب ذلك : أن الأسماء المختصة بالنفى شديدة الإبهام ؛ فلا يكون فيها تبيين لذلك ، وكذلك الأسماء المتوغّلة فى البناء ما كان منها نكرة ، فهو شديد الإبهام : فلا يحصل به تبيين ، لا تقول : عندى عشرون من ، ولا عشرون ما ، وما كان منها معرفة ، فلا يتميّز به ، لأن التمييز لا يكون إلا نكرة. أه.