وإذا تكررت المستثنيات ، فإن كان بعضها معطوفا على بعض ، كانت على حسب المستثنى الأول ، وتكون كلها مستثنيات من شىء واحد ؛ نحو قولك (١) : «قام القوم إلا زيدا وإلا عمرا وإلا خالدا».
وإن لم يعطف بعضها على بعض ، فإن كانت هى المستثنى الأول فى المعنى ، كانت ـ أيضا ـ على حسبه فى الإعراب ؛ لأنها بدل منه ؛ ومن ذلك قوله [من الرجز] :
١٠٧ ـ مالك من شيخك إلّا عمله |
|
إلا رسيمه وإلا رمله (٢) |
فالرسم والرّمل ، هما العمل.
وإن لم تكن الأول فى المعنى ـ فإما أن يمكن (٣) استثناء بعضها من بعض أو لا يمكن :
فإن لم يمكن : فإن كان العامل مفرّغا ، جعلت واحدا منها على حسبه ، ونصبت ما عداه ؛ نحو قولك : ما قام إلا زيد (٤) ، إلا عمرا (٥).
وإن لم يكن مفرغا ، كانت مستثناة ممّا استثنى منه الأول ، ولا يخلو من أن يتأخر عن المستثنى منه ؛ فيكون الواحد منها فى الإعراب على حسبه لو انفرد ، وتنصب ما عداه ؛ فتقول : ما قام القوم إلا زيد إلا عمرا.
أو يتقدّم عليه ؛ فلا يجوز إلا النصب ؛ نحو قولك : ما قام إلا زيدا إلا عمرا أحد.
وإن أمكن استثناء بعضها من بعض ، جعلت الآخر مستثنى من الذى قبله ، والذى
__________________
(١) في ط : قولهم.
(٢) البيت ، بلا نسبة في : أوضح المسالك ٢ / ٢٧٢ ، الدرر ٣ / ١٦٧ ، رصف المباني ص ٨٩ ، الكتاب ٢ / ٣٤١ وشرح الأشموني ١ / ٢٣٢ وشرح التصريح ١ / ٣٥٦ ، وشرح ابن عقيل ٣١١ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٢٧.
الشاهد : فيه قوله : «إلا عمله إلا رسيمه وإلا رمله) فـ «رسيمه» بدل و «رمله» معطوف و «إلا» المقترنة بكل منهما مؤكدة.
(٣) في ط : يكن.
(٤) في أ: زيدا.
(٥) في أ: عمرو.