و «يا» : تستعمل فى جميع ضروب المناديات من : مندوب ، ومتعجّب منه ، ومستغاث به ، وغير ذلك ؛ قريبا كان ، أو بعيدا ، وسائرها لا يستعمل إلا فى النّداء الخالص.
فأمّا الهمزة منها ، فللقريب خاصة ، وسائرها للبعيد مسافة أو حكما ؛ كالنائم ، وقد تكون للقريب.
والاسم المنادى غير المندوب ، والمستغاث به ، والمتعجّب منه : إمّا أن يكون مفردا ، أو مضافا ؛ فإن كان مضافا ، كان منصوبا بإضمار فعل لا يجوز إظهاره (١).
وإن كان مفردا : فإما أن يكون مطوّلا ، أو غير مطوّل ، فإن كان مطوّلا ـ وأعنى به : ما كان عاملا فى غيره (٢) ـ لم يجز فيه أيضا إلا النّصب ؛ نحو قولك : «يا ضاربا زيدا».
وإن كان غير مطوّل : فإمّا أن / يكون معرفة ، أو نكرة ؛ فإن كان معرفة (٣) ، بنى على الضّمّ ، ويكون فى موضع نصب بإضمار فعل أيضا.
وإن كان نكرة : فإمّا أن تكون مقبلا عليها ، أو غير مقبل عليها ، فإن كانت (٤) مقبلا عليها ، فهى أيضا مبنية على الضّمّ ؛ كالعلم.
وإن كانت غير مقبل عليها ، كانت منصوبة بإضمار فعل.
والأسماء كلّها يجوز نداؤها إلا المضمرات ، والأسماء المعرّفة بالألف واللام ،
__________________
والمقاصد النحوية ٤ / ٢٨٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٦٧ ، ورصف المبانى ص ٥٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٦٧ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٣ ، وهمع الهوامع ١ / ٧٢].
وحكى ابن كيسان النداء بالهمزة الممدودة ؛ نحو : آزيد ، ومن النداء بـ «وا» قوله [من الرجز] :
وافقعسا وأين منّى فقعس؟
[سيأتى فى المقرب برقم (١٢٤)] أه.
(١) م : وقولى : «وإن كان مضافا ، كان منصوبا بإضمار فعل لا يجوز إظهاره» مثال ذلك : يا عبد الله. أه.
(٢) م : وقولى : «فإن كان مطولا وأعنى به : ما كان عاملا فى غيره» مثال ذلك : يا ضاربا زيدا ، ويا خيرا من عمرو ، ومن قبيل المطول : ما سمى بتابع ومتبوع ؛ نحو تسميتك رجلا بثلاثة وثلاثين ، فإنك تقول فى ندائه : يا ثلاثة وثلاثين ، بالنصب لطوله ؛ وذلك أن الثانى كأنّه يعمل فيه تبعه للأول ؛ فكأنك سميت بعامل ومعمول. أه.
(٣) م : وقولى : «وإن كان معرفة» إلى آخره ، مثال المعرفة : يا زيد ، ومثال النكرة المقبل عليها : يا رجل ، ومثال النكرة غير المقبل عليها : يا رجلا. أه.
(٤) في ط : كان.