فالمعنى : «يا لهفا» ، فحذف الألف ؛ وهو من القلّة ؛ بحيث لا يقاس عليه.
وأمّا المضاف إلى المضاف إلى ياء المتكلم ؛ نحو قولك : «يا غلام غلامى» ، فإنّه لما كان الثانى ليس بمنادى فى الحقيقة ، لم يجز فيه إلا ما يجوز فى غير النداء ، إلا «ابن أم» ، و «ابن عم» ، و «ابنة أم» ، و «ابنة عم» ؛ فإنّه يجوز فيها خمس اللغات الجائزة فى المنادى المضاف إلى ياء المتكلم (١) ؛ لأنهم : جعلوا المضاف والمضاف إليه كالشىء الواحد ، إلا أن الوجه الذى يجعل فيه الاسم بعد حذف الياء بمنزلة اسم ؛ لم يحذف منه شىء يبنى الآخر فيه على الفتح ؛ فتقول : «يا ابن أمّ» ، «ويا ابن عمّ» ؛ تشبيها بـ «بعلبك».
وقد اختصت العرب بعض الأسماء بالنداء ؛ وهو «أبت» ، و «أمّت» ، و «اللهمّ» ، «وفل» ـ وهو كناية عن العلم ـ و «هناه» ، وهنتاه ـ بضم الهاء وكسرها / وهما كنايتان عن نكرة ، فـ «هناه» للمذكّر ، وتقول : فى تثنيته «يا هنّانية» ، وفى جمعه «يا هنوناه» ، و «هنتاه» للمؤنث ، وتقول : فى تثنيته «يا هنتانيه» ، وفى جمعه : «يا هناتاه» ، وكلّ صفة معدولة على وزن «مفعلان» ؛ نحو : «مكرمان» ، و «ملأمان» ، عدلا عن : «كريم» و «لئيم».
__________________
واكتفي بالفتحة التي قبلها. وهذا مما أجازه الأخفش مستدلّا بهذا البيت على ما ذهب إليه من الجواز.
ينظر : الأشباه والنظائر ٢ / ٦٣ ، ١٧٩ ، والإنصاف ١ / ٣٩٠ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٧ ، وخزانة الأدب ١ / ١٣١ ، والخصائص ٣ / ١٣٥ ، ورصف المباني ص ٢٨٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٥٢١ ، ٢ / ٧٢٨ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥١٢ ، وشرح قطر الندى ص ٢٠٥ ، ولسان العرب (لهف) ، والمحتسب ١ / ٢٧٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٨ ، والممتع في التصريف ٢ / ٦٢٢.
(١) م : وقولى : «فإنه يجوز فيها خمس اللغات الجائزة فى المنادى المضاف إلى ياء المتكلم» مثال ذلك قولك : يا ابن أم ، ويا ابن عمّ ، ويا ابنة أمّ ، ويا ابنة عمّ ، ويا ابن أمى ، ويا ابن عمى ، ويا ابنة أمى ، ويا ابنة عمى ، ويا ابن أمّا ، ويا ابن عمّا ، ويا ابنة أمّا ، ويا ابنة عمّا ، ويا ابن أمّ ، ويا ابن عمّ ، ويا ابنة أمّ ، ويا ابنة عمّ.
فهذا الوجه الأخير هو الوجه الذى تجعل فيه الاسمين بعد الحذف بمنزلة اسم واحد ، إلا أنك تثبت الاسم الأخير منهما على الفتح للتركيب. أه.