فضرورة لا يلتفت إليها.
فإن ناديت الاسم على جهة الاستغاثة به ، أو التعجّب ، لم تناده إلا بـ «يا» كما تقدّم ، وتدخل لام الجرّ عليه مفتوحة ؛ ومن ذلك قوله [من الطويل] :
١٢١ ـ لخطّاب ليلى يا لبرثن منكم |
|
أدلّ وأمضى من سليك المقانب (١) |
فنادى «برثن» على جهة التعجّب من دلالتها.
وإن ذكرت المستغاث من أجله ، أدخلت عليه اللام وكسرتها ؛ فرقا بينهما ؛ ومن ذلك قوله [من الوافر] :
١٢٢ ـ تكنّفنى الوشاة فأزعجونى |
|
فيا للنّاس للواشى المطاع (٢) |
ويجوز حذف المستغاث من أجله ، وإبقاء المستغاث به ، وعكس ذلك (٣).
وإذا عطفت على المستغاث به مستغاثا به آخر ، كسرت اللام فى الثانى منهما ؛ لزوال اللبس ؛ ومن ذلك قوله [من البسيط] :
١٢٣ ـ يبكيك ناء بعيد الدّار مغترب |
|
يا للكهول وللشبّان للعجب (٤) |
__________________
والدرر ٦ / ٢٥٢ ، ورصف المباني ص ٣٠٦ ، وكتاب اللامات ص ٩٠ ، ولسان العرب (أله) ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧.
والشاهد فيه قوله : «يا اللهم ما» حيث أظهر «يا» مع «اللهمّ» وهذا ضرورة.
(١) البيت لقرآن أو لفرار الأسدي.
والشاهد فيه قوله : «يا لبرثن» حيث ناداه بـ «يا» ، وأدخل عليه لام الجر مفتوحة.
ينظر : الأغاني ٢٠ / ٣٥٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٦٠٤ ، ولسان العرب (سلك) ، ومعجم الشعراء ص ٣٢٦ ، وللمجنون في ديوانه ص ٦١ ، ولسان العرب (برثن) ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ٢٣ ، وجمهرة اللغة ص ٣٧٤ ، وشرح المفصل ١ / ١٣١.
(٢) البيت لقيس بن ذريح.
والشاهد فيه قوله : «فيا للناس للواشي» حيث جاءت اللام مفتوحة مع المستغاث به ، ومكسورة مع المستغاث له.
ينظر : ديوانه ص ١١٨ ، والأغاني ٩ / ١٨٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٣١ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٣٣ ، والكتاب ٢ / ٢١٦ ، ٢١٩ ، واللامات ص ٨٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٩ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٠٣ ، ورصف المباني ص ٢١٩ ، وشرح المفصل ١ / ١٣١ ، ولسان العرب (لوم).
(٣) م : وقولى : «ويجوز حذف المستغاث من أجله وإبقاء المستغاث به ، وعكسه» مثال ذلك قولك : يا لزيد ، بفتح اللام ، ومثال عكسه : يا لعمرو ، بكسر اللام. أه.
(٤) البيت بلا نسبة في : أوضح المسالك ٤ / ٤٧ ، وخزانة الأدب ٢ / ١٥٤ ، والدرر ٣ / ٤٢ ،