وقد يعامل المستغاث به ، والمتعجّب منه معاملة المندوب ، وسيبيّن.
ولا يجوز حذف حرف النداء منهما (١).
وإن ناديت الاسم على جهة النّدبة ـ وأعنى بذلك : نداء / الهالك ـ لم يناده من حروف (٢) النداء إلا بـ «يا» ، و «وا» ؛ كما تقدّم ، ولا يكون إلا علما ، أو (٣) ما جرى مجراه من نبز أو كنية (٤) ، أو موصولا ليس فيه الألف واللام ؛ نحو قولهم : «وا من حفر بئر زمزماه» ، أو مضافا إلى المعرفة (٥).
وتلحق علامة النّدبة آخر الاسم المندوب ؛ نحو قولك : «يا زيداه».
أو آخر الاسم المضاف إليه المندوب ؛ نحو «يا غلام زيداه».
أو آخر صلته ؛ نحو قولك : «وا من حفر بئر زمزماه».
وقد حكى لحاقها فى آخر صفته ، فى قولهم : «يا جمجمتىّ الشّاميّتيناه» ؛ وهو قليل.
ولا تثبت الهاء إلا فى الوقف ، فإن وصلت حذفتها ؛ فتقول : «يا زيدا لا تبعد» ، وقد يعوّض من الألف بتنوين فى الشعر نحو قوله [من الرجز] :
١٢٤ ـ
وا فقعسا وأين منّى فقعس؟ (٦)
__________________
ورصف المباني ص ٢٢٠ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٦٢ وشرح التصريح ٢ / ١٨١ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٠٣ ، وشرح قطر الندى ص ٢١٩ ، ولسان العرب (لوم) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٥٧ ، والمقتضب ٤ / ٢٥٦ ، وهمع الهوامع ١ / ١٨٠.
والشاهد فيه : قوله : «وللشبان» ؛ حيث كسرت لام المستغاث به عند عطفه على مستغاث به آخر «للكهول».
(١) م : وقولى : «ولا يجوز حذف حرف النداء منهما» أعنى : أنه لا يقال : للعجب ولزيد ، تريد ، يا للعجب ويا لزيد. أه.
(٢) في ط : حرف.
(٣) في ط : و.
(٤) م : وقولى : «من نبز أو كنية» مثال النبز : قفه ، وكرز ، ومثال الكنية : أبو بكر ؛ فتقول يا كرزاه ، أو يا أبا بكراه. أه.
(٥) م : وقولى : «أو مضافا إلى معرفة» مثال ذلك قولك فى ندبة غلام الرجل : وا غلام الرجلاه. أه.
(٦) البيت لرجل من بني أسد.
والشاهد فيه : تنوين «فقعس» للضرورة عوضا عن الألف.