باب لا
اعلم : أن «لا» : إمّا أن تدخل على نكرة ، أو معرفة ؛ فإن دخلت على معرفة ، لم تعمل شيئا ، ولزم تكرارها (١).
فأمّا قولهم : «لا نولك أن تفعل» ـ فشاذ ، ومحمول على معناه ؛ لأن المعنى : لا ينبغى لك أن تفعل ، وقول الشاعر [من الطويل] :
١٢٨ ـ بكت جزعا واسترجعت ثمّ آذنت |
|
ركائبها أن لا إلينا رجوعها (٢) |
ضرورة.
وأمّا قولهم : «قضيّة ولا أبا الحسن» ، و «أمّا البصرة فلا بصرة لك» ، وقول الشاعر [من الوافر] :
١٢٩ ـ أرى الحاجات عند أبى خبيب |
|
نكدن ولا أميّة بالبلاد (٣) |
__________________
(١) م : باب لا قولى : «فإن دخلت على معرفة ، لم تعمل شيئا ، ولزم تكرارها» مثال ذلك قولك : لا زيد في الدار ولا عمرو. أه.
(٢) البيت بلا نسبة في : خزانة الأدب ٤ / ٣٤ ، والدرر ٢ / ٢٣٣ ، ورصف المباني ص ٢٦١ ، وشرح الأشموني ١ / ١٥٥ ، وشرح المفصل ٢ / ١١٢ ، والكتاب ٢ / ٢٩٨ ، والمقتضب ٤ / ٣٦١ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٨.
(٣) البيت من أبيات لعبد الله بن الزبير الأسدي قالها في عبد الله بن الزبير بن العوام وكان شديد البخل ولذلك قصة ذكرها البغدادي بكاملها في الخزانة.
و (نكدن) من نكد نكدا إذا تعسر ، ونكد العيش نكدا إذا أشتد.
أمية : أبو قبيلة من قريش ، وهما أميتان : الأصغر والأكبر ابنا عبد شمس بن عبد مناف أولاد علة.
والشاهد فيه : قوله : «ولا أمية» حيث وقع اسم «لا» النافية للجنس معرفة ، وأوّل على تقدير : ولا مثل أمية.
ينظر : ملحق ديوانه ص ١٤٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ٦١ ، ٦٢ ، والدرر ٢ / ٢١١ ، وشرح المفصل ٢ / ١٠٢ ، ١٠٤ ، والكتاب ٢ / ٢٩٧ ، ولفضالة بن شريك في الأغاني ١٢ / ٦٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٦٩ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٢٦١ ، وشرح الأشموني ١ / ١٤٩ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٧٣ ، والمقتضب ٤ / ٣٦٢.