فعلى حذف مثل ، وكذلك قول الآخر [من الطويل] :
١٣٠ ـ تبكّى على زيد ، ولا زيد مثله |
|
برىء من الحمّى سليم الجوانح (١) / |
يتخرج على تنكير زيد.
وإن دخلت على نكرة ، فإن كان الاسم مضافا ، أو مطولا ـ عملت عمل «ليس» ، وقد تقدّم ، وعمل «إنّ» فتنصبه ؛ لأنّها نقيضتها (٢).
وإن كان غير ذلك ، فإن كان مفردا (٣) ، [أو جمع تكسير ، أو جمع سلامة بالألف والتاء ـ بنى معها على الفتح ، وحذف التنوين ، فتقول : «لا رجل فى الدار» ، «ولا غلمان لزيد» ، «ولا هندات لك»](٤).
وإن كان مثنى أو جمعا علي حد التثنية ، بنى معها ، وكانت صيغته كصيغة المنصوب ؛ فتقول : «لا زيدين لك» «ولا زيدين لك».
ولا يجوز الفصل بين «لا» ، وبين ما تعمل فيه ، فإن فصلت بينهما ، بطل عملها ، ولزم تكرارها ؛ فتقول : «لا فى الدار رجل ولا امرأة».
والخبر إن كان ظرفا أو مجرورا ، جاز إثباته وحذفه (٥) ، وإن كان غير ذلك ، فبنو تميم يلزمون الحذف ، وأهل الحجاز يجيزون الوجهين ؛ فيقولون : «لا رجل أفضل منك» ، وقد يحذفون «أفضل» إذا كان عليه دليل.
وليست «لا» عاملة فى الخبر ، بل هى مع اسمها بمنزلة اسم واحد مرفوع بالابتداء ،
__________________
(١) البيت بلا نسبة في :
تخليص الشواهد ص ١٦٦ ، ٤٠٢ ، وتذكرة النحاة ص ٥٢٩ ، ٥٣٨ ، وخزانة الأدب ٤ / ٥٧ ، والدرر ٢ / ٢١٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١٤٥.
والشاهد فيه قوله «ولا زيد» حيث أعمل «لا» النافية للجنس في المعرفة ، والذي سوغ ذلك أنه أراد : لا مثل زيد في براءته من الحمى وسلامة الجوانح.
(٢) م : وقولى : «وعمل إن فتنصبها ؛ لأنها نقيضتها» مثال ذلك قولك : لا غلام رجل قائم ، ولا خيرا من زيد ذاهب. أه.
(٣) م : وقولى : «فإن كان مفردا» بنى معها على الفتح ، وحذف التنوين ، مثال ذلك قولك : لا رجل فى الدار. أه.
(٤) ما بين المعكوفين سقط في أ.
(٥) م : وقولى : «إن كان ظرفا أو مجرورا ، جاز إثباته وحذفه» مثال ذلك قولك : لا رجل فى الدار ، ولا رجل عندك ، وإن شئت حذفتهما ، إذا دل دليل عليهما. أه.