باب حروف الخفض
وهى : الباء ، والكاف ، ولام الجرّ ، وواو القسم وباؤه ، وواو ربّ وفاؤها ، والميم المكسورة والمضمومة فى القسم ؛ نحو : م الله ، وم الله ، وهمزة الاستفهام ، وهاء التنبيه ، وقطع ألف الوصل ، و «من» فى القسم ، و «من» ، و «إلى» ، و «عن» ، و «على» [و «فى»](١) ، و «حاشا» و «حشى» ، و «حتى» و «خلا» ، و «عدا» ، و «ربّ» ، و «مذ» ، و «منذ» ، و «لو لا» (٢) ، و «لعل» مكسورة اللام ، ومفتوحتها ، ومن ذلك قوله [من الوافر] :
١٣٢ ـ لعلّ الله فضّلكم علينا |
|
بشىء أنّ أمّكم شريم (٣) |
/ يروى بكسر اللّام وفتحها.
وتنقسم بالنظر إلى ما تجرّه ثلاثة أقسام :
قسم لا يجرّ إلا المضمر ، وهو : «لو لا» ؛ ومن ذلك قوله [من الطويل] :
١٣٣ ـ وكم موطن لولاى طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قلّة النّيق منهوى (٤) |
__________________
(١) سقط في ط.
(٢) في أ: ولولى.
(٣) البيت بلا نسبة في : أوضح المسالك ٣ / ٧ ، والجنى الداني ص ٥٨٤ ، وجواهر الأدب ص ٤٠٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٢٢ ، ٤٣٣ ، ٤٣٠ ، ورصف المباني ص ٣٧٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢٨٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٥١ ، وشرح قطر الندى ص ٢٤٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٤٧.
والشاهد فيه : قوله «لعل الله» حيث جاءت لعل حرف جر على لغة عقيل.
(٤) البيت ليزيد بن الحكم يعاتب ابن عمه وقيل أخاه.
والموطن : المشهد من مشاهد الحرب.
طحت : هلكت ، والأجرام : الأجساد.
النيق : أعلى الجبل ، منهوى : ساقط.
وفي البيت شاهدان أولهما قوله : «لولاي» حيث جاء بضمير الخفض بعد «لو لا» وهي من حروف الابتداء. قال سيبويه في باب ما يكون مضمرا فيه الاسم متحولا عن حاله إذا أظهر بعده : وذلك «لولاك» و «لولاي» إذا أضمرت الاسم فيه جر ، وإذا أظهرت رفع ، ولو جاءت علامة الإضمار على القياس لقلت : «لو لا أنت» الكتاب ٢ / ٣٧٣.
والشاهد الثاني قوله : «لولاى» ؛ حيث جرّت مضمرا ، وهو ياء المتكلم.