[من البسيط] :
١٣٧ ـ دع (١) عنك نهبا صيح فى حجراته |
|
ولكن حديثا ما حديث الرّواحل (٢) |
وتكون حرف خفض ، فيما عدا ذلك.
وقسم ، يستعمل حرفا وفعلا (٣) ، وهو : حاشا ، وحشى ، وخلا ، وعدا ،
__________________
(١) في أ: ودع.
(٢) هذا بيت من أبيات لامرئ القيس وسببها أن امرأ القيس بعد أن قتل أبوه ، ذهب يستجير بالعرب ، فبعض يقبله وبعض يرده ، فطمعت فيه العرب. وفي أثناء ذلك نزل على خالد بن سدوس بن أصمع النبهاني الطائي ، فأغار عليه باعث بن حويص الطائي وذهب بإبله ، فقال له جاره خالد : أعطني صنائعك ورواحلك حتى أطلب عليها مالك. ففعل امرؤ القيس ، فانطوى عليها ، ويقال بل لحق بالقوم فقال لهم : أغرتم على جاري يا بني جديلة؟ قالوا : والله ما هو لك بجار. قال : بلى والله ، ما هذه الإبل التي معكم إلا كالرواحل التي تحتى. فقالوا : هو كذلك. فأنزلوه ، وذهبوا بها. فقال امرؤ القيس فيما هجاه به : «دع عنك نهبا» البيت. يقول لخالد : دع النهب الذي نهبه باعث ، ولكن حدثني عن الرواحل التي ذهبت بها أنت. وهذا البيت صار مثلا يضرب لمن ذهب من ماله شيء ، ثم ذهب بعده ما هو أجل منه.
والنهب : الغنيمة وكل ما انتهب. وهو على حذف مضاف ، أي ذكر نهب. و «صيح» : مجهول صاح ، وفي حجراته نائب الفاعل. والحجرات ، بفتح الحاء المهملة والجيم : جمع حجرة بسكون الجيم ، كتمرات جمع تمرة. والحجرة : الناحية ، والجملة صفة نهب ، أي : صيح عليه في حجراته. و «حديثا» عامله محذوف ، أي ولكن حدثني حديثا. وما استفهامية مبتدأ وحديث خبره. يقول : اترك ذكر الذي انتهبه باعث وحدثني عن الرواحل التي أنت ذهبت بها.
ويروي :
فدع عنك نهبا صيح في حجراته |
|
............. |
وهو الأصح ـ كما في اللسان ـ لاستقامة وزن البيت شعريّا وهو مثل للعرب يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أجل منه.
والشاهد فيه قوله : «دع عنك» حيث جاءت «عن» اسما ؛ لأن جعلها حرفا ، هنا ، يؤدي إلى تعدي فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل ، وذلك لا يجوز إلا في أفعال القلوب وما حمل عليها.
ينظر : ديوانه ص ٩٤ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٥٩ ، ١١ / ١٧٧ ، والدرر ٤ / ١٤٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٤٠ ، ولسان العرب (صيح) ، (حجر) ، (رسس) ، (سقط) ومغني اللبيب ١ / ١٥٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٠٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٩ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٤٤.
(٣) م : وقولى : «وقسم يستعمل حرفا وفعلا ...» إلى آخره ، وقد تقدّم تبيين النصب والخفض