فتكون (١) أفعالا إذا نصبت ما بعدها ، وتكون حروفا إذا خفضته.
وقسم ، يستعمل حرفا واسما وفعلا ، وهو : على ، تكون اسما إذا دخل عليها حرف خفض /.
نحو قوله [من الطويل] :
١٣٨ ـ غدت من عليه (٢) بعد ما تمّ ظمؤها |
|
تصلّ ، وعن قيض بزيزاء مجهل (٣) |
__________________
بحاشى وحشى وخلا وعدا فى باب الاستثناء. أه.
(١) في أ: تكون.
(٢) في ط : عليها.
(٣) البيت لمزاحم العقيلي ويروى هكذا :
غدت من عليه بعد ما تم خمسها |
|
تصل وعن قيض ببيداء مجهل |
«غدت من عليه» إلخ قال القالى (في شرح اللباب) : غدا بمعنى صار ، يقال : غدا زيد أميرا ، أي صار ، وأنشد البيت. وقال : أي انصرفت القطاة من فوقه. فهو غير مخصص بوقت دون وقت ، بخلاف ما إذا استعمل في غير معنى صار ، فإنه يختص بوقت الغداة ، تقول : غدا زيد قائما ، أي ذهب بالغداة. فمعنى غدت صارت ، إذ لا يريد انصرفت وانفلتت في وقت الغداة فقط.
و (الظمء) ، بالكسر وسكون الميم مهموز الآخر : مدة صبرها عن الماء وهو ما بين الشرب إلى الشرب. قال ابن السكيت (في كتاب المعاني) : قوله «بعد ما تم ظمؤها» أي أنها كانت تشرب في كل ثلاثة أيام أو أربعة مرة ، فلما جاء ذلك الوقت طارت.
وروى المبرد (في الكامل): «بعد ما تم خمسها» بكسر الخاء ، وقال : الخمس : ظمء من أظمائها ، وهي أن ترد ثم تغب ثلاثا ثم ترد ، فيعتد بيومي وردها مع ظمئها فيقال خمس.
هذا كلامه. وظاهره أن الخمس من أظماء القطا ، وليس كذلك إنما هو للإبل.
قال ابن السيد : الخمس : ورود الماء في كل خمسة أيام. ولم يرد أنها تصبر عن الماء خمسة أيام ، إنما هذا للإبل لا للطير ولكنه ضربه مثلا. هذا قول أبي حاتم ، ولأجل ذلك كانت رواية من روى «ظمؤها» أحسن وأصح معنى. وظاهر هذا أيضا أن الظمء لا يختص بالإبل. ويؤيده قول صاحب القاموس : والظمء بالكسر : ما بين الشربين والوردين ، وهو من الظمأ كالعطش ، وزنا ومعنى ، أو أشد العطش وأهونه وأخفه. قاله أبو زيد. لكن صاحب الصحاح خصه بالإبل ، قال : الظمء ما بين الوردين ، وهو حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد.
و «تصل» ، أي تصوت ، جملة حالية ، وإنما يصوت حشاها من يبس العطش ، فنقل الفعل إليها ، لأنه إذا صوت حشاها فقد صوتت. وإنما يقال لصوت جناحها : الحفيف.