وإن كان المضاف إليه جملة ، لم يجز حذفه ، إلا فيما سمع من ذلك ؛ نحو قولهم : «يومئذ» ، و «حينئذ» ، وقال تعالى : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) [الواقعة : ٨٤] أى : حين إذ بلغت الحلقوم ، فحذفت الجملة وعوض منها التنوين.
فإن كان المضاف غير ظرف ، لم يجز حذف المضاف إليه ، إلا فيما سمع من ذلك ؛ نحو : كلّ ، وبعض ، وأىّ ، وغير ، ولا بدّ من التنوين ، إلا أن يكون المضاف بعد الحذف على هيئته قبل الحذف ؛ نحو قولهم : «قطع الله يد ورجل من قالها» (١) ، التقدير : قطع الله يد من قالها ورجله ، فحذف الضمير وأقحم المعطوف بين المضاف والمضاف إليه ، وحذف التنوين من يد لإضافته إلى من ، وحذفه (٢) من رجل ؛ لأنّه مضاف إلى «من» فى المعنى ، وبمنزلة المضاف إليه فى اللفظ.
وحقّ الإضافة أن تكون إلى مفرد ، ولا تضاف إلى جملة ، إلا أسماء الزمان غير المثناة (٣) ، وآية ، وحيث (٤) ، وذو إلا أنّها لا تضاف إلا إلى مضارع «سلمت» ؛ نحو قولهم : «اذهب بذى تسلم».
ولا يجوز أن يكون فى الجملة ـ إذ ذاك ـ ضمير عائد على الاسم المضاف إليها ، فإن كان فيها ضمير عائد عليه (٥) ، فصلته عن الإضافة ، وكانت الجملة صلة ، فأمّا قوله [من الوافر] :
١٦٤ ـ مضت مائة لعام ولدتّ فيه |
|
وعشر بعد ذاك وحجّتان / (٦) |
__________________
(١) في أ: قاله.
(٢) في ط : وحذف.
(٣) م : وقولى : «غير المثناة» أعنى : أنه لا يقال : عجبت من يومى قام زيد ، ويقال : عجبت من يوم قام زيد ، ومن أيام قام زيد. أه.
(٤) م : وقولى : «وآية وحيث» مثال ذلك فى «آية» قول أمية : [من الوافر]
بآية قام ينطق كلّ شىء |
|
وخان خيانة الدّيك الغراب |
[ينظر البيت لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ١٩ ، وتذكرة النحاة ص ٦٨٤ ، والحيوان ٢ / ٣٢١ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٤٩ ، ويروي «أمانة» بدل «خيانة»]
ومثال ذلك فى «حيث» قوله تعالى : (مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) [الطلاق : ٦]. أه.
(٥) في ط : على الاسم.
(٦) البيت للنابغة الجعدي ويروى «سنة» بدل «مائة» وكذا وقع في «أ» والصواب مائة.