أو نسبه (١) ؛ كقرشىّ ، أو فعله (٢) ؛ كقائم ، أو خاصّة من خواصه ؛ وذلك أن تصفه بصفة سببيه ؛ نحو قولك : «مررت برجل قائم أبوه».
ويشترط فى الظرف والمجرور أن يكونا تامّين (٣) ، وأعنى بذلك : أن يكون فى الوصف بهما فائدة ، ويشترط فى الجملة أن تكون محتملة للصدق والكذب (٤) ، وأن يكون فيها ضمير عائد على الموصوف.
ويكون حكم ذلك الضمير فى الإثبات والحذف ، كحكمه لو وقعت الجملة صلة (٥) ، وقد تقدّم ذكر ذلك ، إلا أن يكون الضمير مرفوعا بالابتداء ، فإنّه يجوز حذفه ، كان فى الجملة الواقعة صفة طول أو لم يكن ؛ نحو قوله [من الكامل] :
١٦٨ ـ إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن |
|
عارا عليك ، وربّ قتل عار (٦) |
__________________
(١) م : وقولى : «أو نسبه» لم أرد بذلك النسب بـ «ياء» النسب خاصة ؛ نحو : قرشى ، بل أردت بذلك ما يسميه النحويون نسبا ؛ نحو : تميمى ودارع ونبال ورجل ، وجعلت الوصف بذى وذات من قبيل النسب لما كان معنى الوصف بهما كمعنى الوصف بدارع ونبال وما أشبه ذلك مما يراد به النسب ؛ ألا ترى أن معنى قولك : دارع : ذو درع ، ونابل ذو نبل. أه.
(٢) م : وقولى : «أو فعله» أعنى بذلك مثل قولك : مررت برجل قائم ، ومثل قولك : مررت برجل مضروب ؛ لأن الفعل قد يضاف إلى المفعول والفاعل ؛ كما تضاف سائر المصادر ، ومن إضافة المصدر إلى المفعول قوله : [من الطويل]
وأنتم لهذا النّاس كالقبلة الّتى |
|
بها إن يضلّ النّاس يهدى ضلالها |
[ينظر البيت للفرزدق فى ديوانه ٢ / ٧٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٨١ ، والكتاب ٣ / ٨٥] والقبلة لا ضلال لها ، وإنما المعنى : ضلالهم إياها. أه.
(٣) م : وقولى : «ويشترط فى الظرف والمجرور أن يكونا تامين» وأعنى بذلك أن يكون للوصف بهما فائدة ؛ مثال ذلك : هذا رجل دون عمرو ، وهذا ثوب لك ، ولو قلت : هذا رجل اليوم ، وهذا رجل بك ـ لم يجز. أه.
(٤) م : وقولى : «ويشترط فى الجملة أن تكون محتملة للصدق والكذب» مثال ذلك قولك : مررت برجل أبوه قائم ، ولو قلت : مررت برجل هل قام أبوه ـ لم يجز. أه.
(٥) م : وقولى : «ويكون حكم ذلك الضمير فى الإثبات والحذف كحكمه لو وقعت الجملة صلة» إلى آخره أعنى أنه يجوز أن يقال : مررت برجل يضرب أبوه ، ويضربه أبوه ؛ كما تقول : جاءنى الذى يضرب أبوه ، ويضربه أبوه وتقول : هذا رجل مرّ به زيد ؛ كما تقول : هذا الذى مرّ به زيد ، ولا يجوز أن تقول : هذا الذى مر زيد ، ويجوز أن تقول : مررت برجل مرّ به زيد ، ومررت برجل مر زيد ، تريد : مرّ به زيد ؛ كما تقول : مررت بالذى مرّ به زيد ، ومررت بالذى مرّ زيد ، تريد : مر به زيد. أه.
(٦) البيت : لثابت بن قطنة يرثى بها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة.