أى : هو عار.
فأمّا قوله [من الرجز] :
١٦٩ ـ .................. |
|
جاءوا بمذق هل رأيت الذّئب قط؟ (١) |
فصفة مذق ، إنّما هو القول المضمر ، أى : تقول فيه هل رأيت الذئب قطّ ، فهذا لونه.
والنّعت لا يكون إلا بالمشتقّ ، وهو المأخوذ من المصدر (٢) ، أو ما هو فى حكمه ، وهو ما لم يؤخذ من مصدر ، إلا أنّه فى معنى ما أخذ منه ؛ نحو قولك : «مررت برجل أسد» ، فـ «أسد» في معنى شجاع.
ولا يجوز الوصف بما هو فى حكم المشتقّ قياسا ، إلا أن يكون الاسم منسوبا (٣) ، أو اسم عدد (٤) ، أو اسم كيل ، (٥) كـ «ذراع» ، أو اسم إشارة ؛ نحو قولك : «مررت بزيد هذا» ، أو اسما مشارا إليه ؛ نحو قولك : «مررت بهذا الرّجل».
والنّعت : إن لم يرفع ضميرا عائدا على المنعوت (٦) ، فإنّه يتبعه لفظا ، أو موضعا فى
__________________
الشاهد : فيه قوله : «ورب قتل عار» حيث جاز حذف العائد لأنه مبتدأ ، والتقدير هو عار ، وقيل : «رب» اسم مبتدأ و «عار» خبرها.
ينظر : ديوانه ص ٤٩ ، والحماسة الشجرية ١ / ٣٣٠ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٦٥ ، ٥٧٦ ، ٥٧٧ ، والدرر ٢ / ١٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٨٩ ، ٣٩٣ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٣٥ ، وبلا نسبة في الأزهية ص ٢٦٠ ، وتخليص الشواهد ص ١٦٠ ، والجنى الداني ص ٤٣٩ ، وجواهر الأدب ص ٢٠٥ ، ٣٦٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٧٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٢ ، ولسان العرب والمقتضب ٣ / ٦٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٩٧ ، ٢ / ٢٥.
(١) البيت لم ينسبه أحد من الرواة إلى قائله وقيل قائله العجاج.
المذق : اللبن الممزوج بالماء وأصله مصدر مذقت اللبن إذا مزجته بالماء.
الشاهد فيه قوله : «هل رأيت الذئب قط؟» فظاهرها أنها نعت لمذق وهي جملة استفهامية لا ينعت بها فيؤول على إضمار قول تكون هذه الجملة مقولا له ، وهذا القول نعت لمذق.
ينظر : الإنصاف ١ / ١١٥ ، أمالي ابن الشجري ٢ / ١٤٩ وابن يعيش ٣ / ٥٣ ، واللسان (مذق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٦١.
(٢) م : وقولى : «والنعت لا يكون إلا بالمشتق ، وهو المأخوذ من المصدر» مثال ذلك : قائم ؛ فإنه مأخوذ من القيام ، وضاحك ؛ فإنه مأخوذ من الضحك. أه.
(٣) م : وقولى : «إلا أن يكون الاسم منسوبا» مثال ذلك : مررت برجل قرشى. أه.
(٤) م : وقولى : «أو اسم عدد» مثال ذلك : مررت بثوب عشرين شبرا. أه.
(٥) م : وقولى : «أو اسم كيل» مثال ذلك : مررت بثوب ذراع. أه.
(٦) م : وقولى : «إن لم يرفع ضميرا عائدا على المنعوت» إلى آخره ، أعنى : أنه إذا كان