وما عدا ذلك لا يجوز إقامته مقام الموصوف إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الهزج] :
١٧٥ ـ وقصرى شنج الأنسا |
|
ء نبّاح من الشّعب (١) |
أى : ثور شنج (٢) الأنساء ، وشنج الأنساء ليس مختصّا ببقر الوحش.
ولا يجوز الفصل بين الصّفة / والموصوف إلا بجمل الاعتراض ، وهى كلّ جملة فيها تسديد للكلام ؛ نحو قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) [الواقعة : ٧٦].
ولا يجوز فيما عدا ذلك ، إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
١٧٦ ـ أمرّت من الكتّان خيطا وأرسلت |
|
رسولا إلى أخرى جريّا يعينها (٣) |
* * *
__________________
(١) البيت : لأبي داود الإيادي.
والشاهد فيه قوله : «شنج» حيث حذف المنعوت وهو صفة لثور وليس هذا المنعوت بعض اسم تقدم مجرورا بـ «من» والذي سوغ ذلك الضرورة الشعرية.
ينظر : ديوانه ص ٢٨٨ ، وأدب الكاتب ص ١١٧ ، والدرر ٦ / ٢٠ ولسان العرب (شعب) ، (شنج) ، (نبح) ، (قصر) ، والمعاني الكبير ص ١٤٢ ، وبلا نسبة في الهمع ٢ / ١٢٠.
(٢) في ط : شنبح.
(٣) البيت : بلا نسبة فى : الخصائص ٢ / ٣٩٦ ، والمحتسب ٢ / ٢٥٠.
والشاهد : فيه قوله : «وأرسلت رسولا إلى أخرى جريّا» ففصل بين قوله : «رسولا» وبين صفته التي هي «جريّا» بقوله «إلى أخرى» وهو معمول «أرسلت».