وإلا فاطّرحنى واتّخذنى |
|
عدوّا أتّقيك وتتّقينى (١) |
وقد لا يكون فى الكلام ما يغنى عن تكرارها ؛ وذلك قليل جدّا ؛ نحو قوله [من الطويل] :
١٨٠ ـ تهاض بدار قد تقادم عهدها |
|
وإمّا بأموات ألمّ خيالها (٢) |
__________________
ذلك قوله : [من البسيط]
إمّا مشيف على مجد ومكرمة |
|
وأسوة لك فيمن يهلك الورق |
[البيت بلا نسبة فى لسان العرب (شوف)]. أه.
(١) البيتان : للمثقب العبدي ونسبا لسحيم بن وثيل ، ويروى البيت الأول هكذا :
فإما أن تكون أخى بصدق |
|
فأعرف منك غثى أو سمينى. |
غثى بفتح العين المعجمة وتشديد الثاء المثلثة ، من غث اللحم يغث ويغث بكسر الغين وفتحها ، غثاثة وغثوثة ، فهو غث وغثيث ، إذا كان مهزولا. وكذلك غث حديث القوم وأغث أي : ردؤ وفسد ، والمعنى ههنا : أعرف منك ما يفسد مما يصلح. وقال الدماميني :
الغث : الردىء ، والسمين : الجيد أي : فأعرف منك مساوئى من محاسنى ، فإن المؤمن مرآة أخيه أو فأعرف ما يضرني منك مما ينفعني وأميز بينهما.
فاطرحنى : اتركنى وهو بتشديد الطاء افتعال من الطرح.
والشاهد فيهما : حذف «إما» الثانية استغناء عنها بـ «إلا»
ينظر : البيتان للمثقب العبدي في ديوانه ص ٢١١ ـ ٢١٢ ، والأزهية ص ١٤٠ ـ ١٤١ ، وخزانة الأدب ٧ / ٤٨٩ ، ١١ / ٨٠ ، والدرر ٦ / ١٢٩ ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٢٦٦ ـ ١٢٦٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٩٠ ، ١٩١ ، ومغني اللبيب ١ / ٦١ ، وله أو لسحيم بن وثيل في المقاصد النحوية ١ / ١٩٢ ، ٤ / ١٤٩ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٣٢ ، وجواهر الأدب ص ٤١٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٢٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٥.
(٢) البيت لذى الرمة ونسب للفرزدق.
و (تهاض) : يتجدد جرحها ، والباء في قوله (بدار) و (بأموات) سببية ، وجعلها العيني ظرفية وقدر لمجرورها صفة ، وقال : أي في دار تخرب.
وقدم الشيء قدما بكسر ففتح ، فهو قديم ، وتقادم مثله. العهد : قال صاحب المصباح :
يقال : هو قريب العهد بكذا : أي قريب العلم والحال. والأمر كما عهدت ، أي : كما عرفت ألم ، ألم الشيء إلماما ، أي : قرب ، والإلمام : النزول.
والشاهد فيه قوله : «وإما بأموات» يريد : «تلم إما بدار وإما بأموات» ، فحذف «إما» الأولى مستغنيا عنها بالثانية ، والبصريون لا يجيزون إلا التكرير.
ينظر : البيت لذى الرمة في ديوانه ص ١٩٠٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٩٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٥٠ ، وللفرزدق في ديوانه ٢ / ٧١ ، وشرح المفصل ٨ / ١٠٢ ، والمنصف ٣ / ١١٥ ، ولذي الرمة أو للفرزدق في خزانة الأدب ١١ / ٧٦