فضرورتان.
ولا يجوز تقديم المعطوف على المعطوف عليه ، إلا فى الواو خاصّة بشرط ألا يكون المعطوف مخفوضا (١) ، وألا يؤدى التقديم إلى وقوع حرف العطف صدرا ، أو إلى أن يلى عاملا غير متصرّف ، وبابه مع ذلك الشعر ؛ نحو قوله [من الكامل] :
١٨٣ ـ لعن الإله وزوجها معها |
|
هند الهنود طويلة البظر (٢) |
ولا يجوز ـ أيضا ـ الفصل بين حرف العطف والمعطوف إلا بالقسم أو بالظرف ، أو المجرور بشرط أن يكون حرف العطف على أزيد من حرف واحد ؛ نحو قولك : «قام زيد لا والله / عمرو» ، ولا يجوز : «وو الله عمرو» ، إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من المنسرح] :
١٨٤ ـ يوما تراها كشبه أردية ال |
|
عصب ويوما أديمها نغلا (٣) |
وإذا تقدّم معطوف ومعطوف عليه ، وتأخّر عنهما ضمير يعود عليهما ، فإن كان العطف بالواو ، كان الضمير على حسبهما ؛ نحو قولك : «زيد وعمرو قاما» ، ولا يجوز الإفراد إلا فى الشعر ؛ نحو قوله [من الخفيف] :
١٨٥ ـ إنّ شرخ الشّباب والشّعر الأس |
|
ود ما لم يعاص كانا جنونا (٤) |
__________________
والكتاب ٢ / ٣٩٢ ، واللمع في العربية ص ١٨٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٦٣ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٩ ويروى «فاليوم» بدلا من «ألآن».
(١) م : وقولى : «يشترط ألا يكون المعطوف مخفوضا» إلى آخره أعنى : أنه لا يقال : مررت وعمرو بزيد ؛ لأن المعطوف مخفوض ، ولا يقال : وعمرو زيد قائمان ؛ لأن ذلك يؤدى إلى وقوع حرف العطف صدرا ، ولا يقال : إن وعمرا زيد قائمان ؛ لأن ذلك يؤدى إلى أن يباشر المعطوف إنّ ، وهى عامل غير متصرف. أه.
(٢) البيت : لحسان بن ثابت.
والشاهد فيه تقديم المعطوف ، وهو قوله «وزوجها» على المعطوف عليه ، وهو قوله : «هند الهنود».
ينظر : ديوانه ص ٣٥٠ ، والدرر ٦ / ١٦٠ وهمع الهوامع ٢ / ١٤١.
(٣) البيت : للأعشى.
والشاهد فيه قوله : «ويوما أديمها» حيث فصل بين الواو ومعطوفها بالظرف ، وهو قوله «يوما» والمعطوف عليه هو الضمير في «تراها».
ينظر : ديوانه ص ٢٨٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٢٤ ولسان العرب (خمس) ، (تعل) ، (أدم) وشرح عمدة الحافظ ص ٦٣٦.
(٤) البيت : لحسان بن ثابت.