وأمّا أبصع ، وأبتع ، فلك تقديم أيّهما شئت ، وعلى هذا التّرتيب يكون المؤنّث والتثنية والجمع ، فإن لم تأت بالنّفس ، أتيت بما بقى على التّرتيب (١) ، فإن لم تأت بالعين ، أتيت أيضا بما بقى على التّرتيب.
وكذلك إن لم تأت بكلّ ، أتيت بما بقى على التّرتيب (٢) ، فإن لم تأت بأجمع ، لم تأت بما بعده.
ويجوز تأكيد الأسماء كلّها ، إذا احتيج إلى ذلك إلا النكرات ؛ فإنّها لا تؤكّد ، فأمّا قوله [من الرجز] :
١٨٩ ـ
قد صرّت البكرة يوما أجمعا (٣)
فضرورة ، وكذلك قول الآخر [من الرجز] :
١٩٠ ـ
تحملنى الذّلفاء حولا أكتعا (٤)
__________________
(١) م : وقولى : «وإن لم تأت بالنفس ، أتيت بما بقى على الترتيب» أعنى أنك تقول قبضت المال عينه كله أجمع أكتع أبصع أبتع ، أو قبضك المال كله أجمع أكتع أبضع أبتع. أه.
(٢) م : وقولى : «وكذلك إن لم تأت بـ «كل» تأتى بما بقى على الترتيب» مثال ذلك : قولك قبضت المال نفسه عينه أجمع أكتع أبصع أبتع ، أو قبضت المال أجمع أكتع أبصع أبتع. أه.
(٣) قال البغدادي : وهذا البيت مجهول لا يعرف قائله ، حتى قال جماعة من البصريين : إنه مصنوع.
والبكرة : بفتح الموحدة وسكون الكاف ، إن كانت البكرة التي يستقى عليها الماء من البئر. فصرت بمعنى : صوتت. من صر الباب يصر صريرا ، أي صوت ، فيكون المعنى : ما انقطع استقاء الماء من البئر يوما كاملا ؛ وإن كانت الفتية من الإبل مؤنث البكر وهو الفتى منها ـ قال أبو عبيدة : البكر من الإبل بمنزلة الفتى من الإنسان. والبكرة بمنزلة الفتاة ، والقلوص بمنزلة الجارية والبعير بمنزلة الإنسان ، والجمل بمنزلة الرجل ، والناقة بمنزلة المرأة ـ فصرت بالبناء للمفعول ، يقال صررت الناقة : شددت عليها الصرار ، وهو خيط يشد فوق الخلف والتودية لئلا يرضعها ولدها.
والشاهد فيه قوله : «يوما أجمعا» حيث أكد النكرة بـ «أجمعا» على مذهب الكوفيين ، والبصريون يمنعون ذلك.
ينظر : أسرار العربية ص ٢٩١ ، والإنصاف ٢ / ٤٥٥ وخزانة الأدب ١ / ١٨١ ، والدرر ٦ / ٣٩ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٠٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٨٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٦٥ ، وشرح المفصل ٣ / ٤٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٩٥.
(٤) البيت لأعرابي.