باب البدل
البدل إعلام السّامع بمجموع اسمين ، أو فعلين على جهة تبيين الأول ، أو تأكيده ، وعلى أن ينوى بالأول منهما الطّرح معنى لا لفظا ، فمثال مجيئه للتّبيين ، قولك : «قام أخوك زيد».
ومثال مجيئه للتأكيد : «جدعت زيدا أنفه» ، فمعلوم من قولك : «جدعت زيدا» أن المجدوع أنفه ، والدليل على أنّ الأول ينوى به الطّرح ، أنّ البدل على نيّة استئناف عامل ، فإذا قلت : «قام زيد أخوك» ، فالتقدير «قام أخوك».
فتركك الأول ، وأخذك فى استئناف كلام آخر طرح منك له ، واعتماد على الثانى.
والدليل على أنّه فى نيّة تكرار العامل ـ إظهاره فى بعض المواضع ؛ نحو قوله تعالى : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ) [الأعراف : ٧٥].
فأعاد اللام ، والدّليل على أنّه لا ينوى به الطّرح من جهة اللفظ ـ إعادة الضمير عليه فى مثل قولك : «ضربت زيدا يده».
والبدل ستة أنواع :
بدل شىء [من شىء](١) ، وهو أن تبدل لفظا من لفظ بشرط أن يكونا واقعين على معنى واحد (٢).
وبدل بعض من كلّ (٣) ، وهو أن تبدل لفظا من لفظ ؛ بشرط أن يكون الثانى واقعا على بعض ما يقع عليه الأوّل.
وبدل اشتمال ، وهو أن تبدل لفظا من لفظ كلّ واحد منهما واقع علي غير ما وقع عليه الآخر ؛ بشرط أن يكون الأول قد يجوز به / الاكتفاء عن الثانى ؛ نحو قولك : «سرقت زيدا ثوبه» ، ألا ترى أنك قد تقول : «سرقت زيدا» ، إذا سرقت ثوبه.
__________________
(١) سقط في ط.
(٢) م : باب البدل قولى : «بدل شىء من شىء ...» إلى آخره مثال ذلك : قام زيد أخوك. أه.
(٣) م : وقولى : «وبدل بعض من كل ...» إلى آخره ، مثال ذلك : قبضت المال بعضه. أه.