والبدل ينقسم بالنّظر إلى التعريف والتنكير أربعة أقسام :
معرفة من معرفة (١).
ونكرة من نكرة (٢).
ومعرفة من نكرة (٣).
ونكرة من معرفة (٤).
ولا يشترط فى بدل النكرة من غيرها أكثر من أن يكون فى ذلك فائدة.
فأمّا كونها من لفظ المبدل منه ، أو موصوفه ، فغير مشروط ؛ بدليل قوله : [من الوافر]
١٩٢ ـ فلا وأبيك خير منك إنّى |
|
ليؤذينى التّحمحم والصّهيل (٥) |
__________________
(١) م : وقولى : «معرفة من معرفة» مثال ذلك : قولك : ضربت زيدا أخاك ، قال الله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة : ٦ ، ٧] أه.
(٢) م : وقولى : «نكرة من نكرة» مثال ذلك : قوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً) [النبأ : ٣١ ، ٣٢]. أه.
(٣) م : وقولى : «معرفة من نكرة» مثال ذلك : قوله سبحانه : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ) [الشورى : ٥٢ ، ٥٣]. أه.
(٤) م : وقولى : «ونكرة من معرفة» مثال ذلك : قوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ) [العلق : ١٥ ، ١٦]. أه.
(٥) البيت لشمير بن الحارس.
(فلا وأبيك خير منك) الكاف في أبيك ومنك مكسورة ، خطاب للمرأة التي لامته على حب الخيل ، على طريق الالتفات من الغيبة إلى الخطاب ، و «لا» نفي لما زعمته ، والواو للقسم وجملة (إني ليؤذيني) إلخ جواب القسم. واختلفوا في معناه ، فقال أبو الفضل : قوله ويؤذيني أي يغمنى وليس هو لي في ملك. وقال أبو حاتم والفارسي : أي ليؤذيني فقد التحمحم. وفي هذا حذف مضاف ، ورواه ابن الأعرابي : (في نوادره) وتبعه ابن دريد : «ليؤذنني» بنونين ، قال : يؤذنني أي يعجبني ، من أذنت له. قال أبو محمد الأسود الأعرابي فيما كتبه على نوادر ابن الأعرابي وسماه (ضالة الأديب) : وصوابه «ليؤذيني التحمحم» من الإيذاء ، أي فقدان التحمحم ، فحذف.
والتحمحم : صوت الفرس إذا طلب العلف. يقال حمحم الفرس وتحمحم. وصهيل الفرس : صوته مطلقا ، فهو من عطف العام على الخاص.
والشاهد فيه قوله : «خير» بالجر حيث أبدله من المعرفة ، وهو قوله : «أبيك» وبتقدير الموصوف : أي : رجل خير منك ، وهذا البدل بدل كل من كل ، ومع اعتبار الموصوف يكون الإبدال جاريا على القاعدة ، وهي أنه إذا كان البدل نكرة من معرفة يجب وصفها ويروى برفع «خير» ، كأنه قال : هو خير منك.