باب ذكر الرّافع للفعل المضارع
اعلم : أنّ الرافع للفعل المضارع وقوعه موقع الاسم ، وأعنى بذلك : أنّ الفعل المضارع ، إذا وقع فى موضع يجوز لك إزالته منه ، وجعل اسم بدله كان مرفوعا ؛ نحو قولك : «يقوم زيد» ؛ ألا ترى أنك لو قلت : «أخوك زيد» ، لجاز ؛ ولذلك لم يرتفع بعد النّواصب والجوازم ، فأمّا قولهم : «سيقوم زيد» ، و «قد يقوم زيد» ، فرفع الفعل ؛ لأنّه صار مع قد والسّين ؛ كالشّىء الواحد ؛ فوقع الفعل مع الحرف موقع الاسم.
والدليل على أنّهما كالجزء من الفعل قولك : «لقد يقوم زيد» ، «ولسوف يقوم زيد» ، ولام التأكيد لا يفصل بينها وبين الفعل المؤكّد بشىء ؛ وكذلك قولهم : «هلا يقوم زيد» ، وأمثال ذلك من أدوات التحضيض ، إنّما رفع الفعل بعدها ؛ لأنّ الاسم يليها فى اللّفظ فى فصيح الكلام ، فيقال : هلا زيد قام» ، فروعى فيها ذلك القدر.
* * *