٢١٢ ـ سأترك منزلى لبنى تميم |
|
وألحق بالحجاز فأستريحا (١) |
فنصب «أستريح» ، ولم يتقدّم الفاء شىء من ذلك.
وليس النصب بعد الفاء حتما فى جميع ما ذكر ، بل يجوز معه غيره ، والضابط لذلك : أن تقول : إن تقدّم الفاء جملة منفيّة ، فإن كانت فعليّة ، وكان الفعل مرفوعا ، جاز فى الفعل الذى بعدها الرفع والنّصب.
فالرفع له معنيان :
أحدهما : أن يكون ما بعد الفاء معطوفا على الفعل الذى قبلها فيكون شريكا له فى النفى ؛ نحو قولك : «ما تأتينا فتحدّثنا» ، تريد : «ما تأتينا فما تحدّثنا».
والآخر : أن يكون مقطوعا ممّا قبله ؛ كأنّك قلت : «فأنت تحدّثنا».
والنصب بإضمار أن ، له معنيان :
أحدهما : أن يكون نفى الإتيان ، فانتفى من أجله الحديث ؛ كأنّه قال : «ما تأتينا فكيف تحدّثنا» ، والتّحديث لا يكون إلا مع الإتيان.
والثانى : أن يكون أوجب الإتيان ، ونفى الحديث ؛ كأنّه قال : ما تأتينا محدّثا ، بل غير محدّث.
وإن كان الفعل منصوبا ، جاز فيه وجهان : الرفع والنصب.
فالرفع له وجه ، وهو القطع ؛ فتقول : «لن تأتينا فتحدّثنا» أى : فأنت تحدّثنا.
والنصب على ثلاثة أوجه :
العطف على الفعل ؛ فيكون ما بعد الفاء شريكا لما قبلها فى النفى ؛ كأنّه قال : «لن تأتينا ، فلن تحدّثنا».
__________________
(١) البيت : للمغيرة بن حبناء.
والشاهد فيه قوله : «فأستريحا» حيث نصبه بـ «أن» مضمرة بعد فاء السببية دون أن تسبق بنفي أو طلب ؛ وهذا ضرورة.
ينظر : خزانة الأدب ٨ / ٥٢٢ ، والدرر ١ / ٢٤٠ ، ٤ / ٧٩ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٥١ ، وشرح شواهد المغني ص ٤٩٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٩٠ ، وبلا نسبة في الدرر ٥ / ١٣٠ ، والرد على النحاة ص ١٢٥ ، ورصف المباني ص ٣٧٩ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٦٥ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٨٩ ، وشرح المفصل ٧ / ٥٥ ، والكتاب ٣ / ٣٩ ، ٩٢ ، والمحتسب ١ / ١٩٧ ، ومغني اللبيب ١ / ١٧٥ ، والمقتضب ٢ / ٢٤.