أى : فتصرع.
وإن كان أحدهما ماضيا ، والآخر مضارعا ، قدّمت الماضى ويكون فى موضع جزم ، وأخّرت المضارع :
ويجوز فيه الجزم والرّفع ، والجزم أحسن.
وإن أدخلت عليه الفاء ، لم يجز إلا الرفع ؛ وذلك نحو قولك : «إن قام زيد يقم عمرو». وإن شئت : «يقوم» ، وإن شئت : «فيقوم».
ولا يجوز تقديم المضارع وتأخير الماضى إلا فى ضرورة ، ويجزم إذ ذاك المضارع ، ويكون الماضى فى موضع جزم ؛ ومن ذلك قوله [من الخفيف] :
٢١٩ ـ من يكدنى بسيّىء كنت منه |
|
كالشّجا بين حلقه والوريد (١) |
وإن دخلت على جملتين ، إحداهما : اسميّة ، والأخرى : فعليّة ـ جعلت الاسميّة جوابا ، ولم يكن بدّ من دخول الفاء أو إذن عليها ، نحو قولك : «إن يقم زيد فعمرو قائم» ، أو : «إذن عمرو قائم».
ولا يجوز حذف الفاء إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من البسيط] :
٢٢٠ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان (٢) |
__________________
(١) البيت : لأبي زبيد الطائي.
والشاهد فيه قوله : «من يكدني كنت» حيث جزم بـ «من» الشرطية فعلا مضارعا ، وجاء جواب الشرط فعلا ماضيا فى موضع جزم ، وهذا قليل.
ينظر : ديوانه ص ٥٢ وخزانة الأدب ٩ / ٧٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٢٧ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٠٥ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٨٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٨٥ ، والمقتضب ٢ / ٥٩ ، ونوادر أبي زيد ص ٦٨.
(٢) البيت : لكعب بن مالك ونسب إلى عبد الرحمن بن حسان وإلى حسان بن ثابت.