فإنّ «جلا» متحمّل لضمير ، فهو محكىّ ؛ لأنّه جملة.
ولا يمنع الوزن الصرف إلا مع التعريف ، أو الصّفة (١) ، أو شبه أصله من الصّفة ؛ نحو : أحمر ، إذا سمّى به ، ثم نكّر بعد التّسمية.
[التأنيث]
وأمّا التأنيث ، فإن كان بعلامة لازمة ، وهى الألف ، نحو : «حبلى» ، «وحمراء» ، منع الصرف وحده ، وكذلك إذا سمّيت باسم فى آخره ألف الإلحاق ؛
__________________
وظرف فإنه منصرف معرفة كان أو نكرة لأنه يكثر في الأسماء كثرته في الأفعال من غير غلبة فنظير ضرب في الأفعال من الأسماء جبل وقلم ، ونظير علم كتف ورجل ونظير ظرف ، عضد ويقظ وليس ذلك في أحدهما أغلب منه في الآخر فلم يكن الفعل أولى به فلم يكن سببا ، ومذهب عيسى بن عمر هو أنه متى سمى بالفعل كان كونه على صيغة الفعل سببا فيجتمع مع العلمية فيمتنع من الصرف فلذلك يمتنع صرف قتل وخرج إذا سمى بهما لأن فيه وزن الفعل مع العلمية.
ومذهب سيبويه والخليل وجمهور الناس أن المعتبر في وزن الفعل إما خصوصية وزن لا يكون إلا في الفعل وإما أن تكون في أول الفعل زيادة كزيادة الفعل سواء كان في الأصل اسما أو فعلا فلا فرق بين أرنب وأخرج إذا سمى بهما في أنهما غير مصروفين ولا فرق بين جبل وقتل إذا سمى بهما في أنهما مصروفان وهذا هو الصحيح الذي يدل عليه ما نقله الثقات عن العرب الفصحاء وليس في البيت حجة عند سيبويه لاحتمال أن يكون سمى بالفعل وفيه ضمير فاعل فيكون جملة ، والجمل تحكي إذا سمى بها نحو برق نحرة وشاب قرناها أو يكون جملة غير مسمى بها في موضع الصفة لمحذوف والتقدير أنا ابن رجل جلا فلا يكون فيه على كلا الوجهين حجة. ويرد عليه أن الجملة إذا كانت صفة لمحذوف فشرط موصوفها أن يكون بعضا من متقدم مجرور بمن أو في.
ويراه ابن الحاجب ابن ذي جلا بالتنوين على حذف مضاف.
ينظر : الاشتقاق ص ٢٢٤ ، والأصمعيات ص ١٧ ، وجمهرة اللغة ص ٤٩٥ ، ١٠٤٤ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٦٦ ، والدرر ١ / ٩٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٥٩ ، وشرح المفصل ٣ / ٦٢ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٤٧ ، والكتاب ٣ / ٢٠٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٥٦ ، وبلا نسبة في الاشتقاق ص ٣١٤ ، وأمالي ابن الحاجب ص ٤٥٦ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٢٧ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٠٢ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٣١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٤٩ ، وشرح قطر الندى ص ٨٦ ، وشرح المفصل ١ / ٦١ ، ٤ / ١٠٥ ، ولسان العرب (ثنى) ، (جلا) ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٢٠ ، ومجالس ثعلب ١ / ٢١٢ ، ومغني اللبيب ١ / ١٦٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٣٠.
(١) م : وقولى : «ولا يمنع الوزن الصرف إلا مع التعريف أو الصفة» إلى آخره ، مثال منعه الصرف مع التعريف : مررت بأحمد ، ومثال منعه مع الوصف : مررت برجل أحمر ، ومثال منعه الصرف مع شبه أصله من الصفة : ما حكاه أبو زيد من قول بعضهم : عندى عشرون أحمر ، يريد عشرين رجلا اسم كل واحد منهم أحمر. أه.