باب البناء
البناء : ألا يتغيّر آخر الكلمة لعامل ، فى حين جعلها جزء كلام عمّا كانت عليه قبل ذلك لفظا ولا تقديرا (١).
والحروف كلّها مبنيّة.
والأفعال تنقسم ثلاثة أقسام : ماض ، ومضارع ، وأمر بغير لام :
فالماضى والأمر بغير لام : مبنيّان (٢).
والمضارع إن دخلت / عليه النون الشديدة ، أو الخفيفة ، أو نون جماعة المؤنّث ، كان مبنيّا (٣) ؛ وإلّا فهو معرب (٤).
والأسماء كلّها معربة إلّا ما أشبه الحرف ؛ كالمضمرات والموصولات (٥) ؛ ألا ترى أنّ المضمر يفتقر إلى مفسّر ، والموصولات إلى صلاتها ؛ كما أن الحرف يفتقر إلى غيره.
__________________
(١) م : باب البناء
قولى : «البناء ألا يتغير آخر الكلمة لعامل فى حين جعلها جزء كلام ؛ كما كانت عليه قبل ذلك لفظا ولا تقديرا» إنما اشترطت عدم التغيّر فى الكلمة لا فى آخرها ؛ لأن من المبنيات ما ليس له آخر ؛ نحو التاء فى : فعلت ، والكاف فى : ضربك ، والياء فى تفعلين ، ونحو ذلك ، وإنما اشترطت عدم التغيير لعامل ؛ لأنه قد يتغير المبنى من غير عامل ؛ ألا ترى أن العرب تقول «حيث» بضم الثاء وفتحها وكسرها ، فتغير آخرها ؛ إلا أن ذلك ليس لعامل ، وإنما اشترطت أن يكون ذلك فى حين جعلها جزء كلام ؛ لأن الاسم المعرب إذا لم يدخل عليه عامل في اللفظ ولا فى التقدير ؛ نحو قولك واحد اثنان ثلاثة ، يكون موقوفا ، ولا يقال فيه : «مبنى» مع أنه فى تلك الحال ، لم يتغير لعامل ؛ لأنه إذ ذاك ليس جزء كلام ، وإنما اشترطت عدم التغير فى اللفظ والتقدير ؛ لأن المعرب قد لا يتغير في حال جعله جزء كلام فى اللفظ ؛ نحو قولك : قام موسى ؛ لأنه ـ وإن لم يتغير فى اللفظ ـ متغير فى التقدير. أه.
(٢) م : وقولى : «فالماضى والأمر بغير لام مبنيان» مثال ذلك : ضرب واضرب. أه.
(٣) م : وقولى : «والمضارع إن دخلت عليه النون الشديدة أو الخفيفة أو نون جماعة المؤنث كان مبنيا» مثال ذلك : قولك : هل يخرجن ، وهل يخرجن ، والهندات هل يخرجن. أه.
(٤) م : وقولى : «وإلا فهو معرب» أعنى : أنه إذا لم تلحقه نون من هذه النونات ، كان معربا ؛ نحو قولك : زيد يقوم ، والزيدان يقومان ، والزيدون يقومون ، وأنت تقومين. أه.
(٥) م : وقولى : «كالمضمرات والموصولات» المضمرات مثل : أنا وأنت ، والموصولات مثل : الذى والتى.
وقد تقدم تبيين جميع ذلك فى موضعه من الكتاب. أه.