وإن كان ثانيهما حرفا صحيحا ، أو كان على أزيد من حرفين ، جاز لك فيه وجهان : الإعراب والحكاية ؛ فتقول : جاءنى من زيد ، ورأيت منذ يومين ، وإن شئت أعربت وأضفتهما إلى ما بعدهما ، فقلت / : «من زيد» ، بالرفع ، و «منذ يومين» بالنّصب.
وإن سمّيت بمضاف ومضاف إليه ، أو بتابع ومتبوع ، أو باسم مطوّل (١) ، حكيت حاله التى كانت له قبل التسمية ، فتجعل إعراب المتبوع على حسب العامل ، وتجعل التّابع على حسب متبوع ، وتجعل إعراب المضاف على حسب العامل الذى تقدّمه ، وإعراب المضاف إليه خفضا على كلّ حال ، وتجعل إعراب الاسم المطوّل على حسب العامل الذى يتقدّمه ، ويبقى معموله على ما كان عليه قبل التسمية به.
وإن سمّيت بمركّب ، فإن كان مركّبا من اسمين ؛ نحو : بعلبكّ ، فقد تقدّم حكمه فى باب ما لا ينصرف ، وإن كان مركّبا من حرفين ؛ نحو إنّما ، أو من حرف واسم ؛ نحو : أنت ، أو من حرف وفعل ، نحو : هلمّ ، أو من فعل واسم ، نحو : «حبّذا» ، أو من اسم وصوت ؛ كسيبويه.
فإنك تحكى جميع ذلك على لفظه ، ولا يجوز إعرابه (٢).
وإن لم يكن جملة ولا مشبّها بها ، لم يجز فيه حكاية إلا فى الاستثبات بـ «من» عن الأسماء الأعلام ، أو ما جرى مجراها فى لغة أهل الحجاز ، أو فى غير ذلك فى شذوذ من الكلام ؛ مثل قولهم : «دعنا من تمرتان (٣)» و «ليس بقرشيّا».
__________________
(١) م : وقولى : «وإن سميت بمضاف ومضاف إليه أو بتابع ومتبوع أو باسم مطوّل» إلى آخره ، مثال ذلك : قولك فى رجل اسمه خير من زيد ، أو زيد وعمرو ، أو زيد العاقل : ضربت خيرا من زيد ، وضربت زيدا وعمر وجاءنى زيد العاقل ، فيكون حكمه بعد التسمية كحكمه قبلها. أه.
(٢) م : وقولى : «فإنّك تحكى جميع ذلك على لفظه ولا يجوز إعرابه» أعنى : إنك إذا سميت بشىء مما ذكر ، لم يتأثر للعامل ؛ بل يبقى على لفظه الذى كان عليه قبل دخول العامل ؛ فتقول : جاءنى إنما ، ورأيت إنما ، ومررت بإنما ، وجاءنى أنت ، ورأيت أنت ، ومررت بأنت ، وجاءنى هلم ، ورأيت هلم ، ومررت بهلم ، وجاءنى حبذا ورأيت حبذا ومررت بحبذا ، وجاءنى سيبويه ، ورأيت سيبويه ، ومررت بسيبويه. أه.
(٣) في ط : تمرتمان.