وإن أسندته إلى ضمير المؤنّث المفرد ، أو المثنى ، ألحقته العلامة ، حقيقيّا كان التأنيث (١) ، أو غير حقيقى (٢).
ولا يجوز حذفها إلا فى الشعر ؛ نحو قوله [من المتقارب] :
٢٣٥ ـ فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها (٣) |
وإن أسند إلى ضمير المؤنّث المجموع ، لم تلحق الفعل علامة إلا أنّ ضمير جماعة المؤنّث ، إن عاد على غير مسلّم ، قد يكون كضمير الواحدة المؤنّثة ؛ فتقول : النّساء قمن وقامت ؛ ومن ذلك قوله [من الوافر] :
٢٣٦ ـ تركنا الخيل والنّعم المفدّى |
|
وقلنا للنّساء بها : أقيمى (٤) |
وقد يجىء فى الشعر ؛ كضمير الواحد المذكّر ، وفى شاذّ من الكلام.
ومن ذلك قوله ـ عليه السّلام ـ : «خير النّساء صوالح نساء قريش ، أحناه على ولد ، وأرعاه على زوج ، فى ذات يده» (٥).
__________________
(١) في ط : المؤنث.
(٢) م : وقولى : «وإن أسند إلى ضمير المؤنث المفرد أو المثنى ، الحقته العلامة ، حقيقيا كان التأنيث أو غير حقيقى» مثال ذلك : هند قامت ، والهندان قامتا ، والقناة انكسرت والقناتان انكسرتا. أه.
(٣) البيت لعامر بن جوين :
والشاهد فيه قوله : «ولا أرض أبقل إبقالها» والقياس : أبقلت إبقالها ، لأن الفعل مسند إلى ضمير عائد على «الأرض» وهو مؤنث مجازي ، فحذف التاء ضرورة.
ينظر : تخليص الشواهد ص ٤٨٣ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٥ ، ٤٩ ، ٥٠ ، والدرر ٦ / ٢٦٨ ، وشرح التصريح ١ / ٢٧٨ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٣٩ ، ٤٦٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٤٣ ، والكتاب ٢ / ٤٦ ، ولسان العرب (أرض) (بقل) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٦٤ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٣٥٢ ، وأوضح المسالك ٢ / ١٠٨ ، وجواهر الأدب ص ١١٣ ، والخصائص ٢ / ٤١١ ، وشرح الأشموني ١ / ١٧٤ ، والرد على النحاة ٩١ ، ورصف المباني ص ١٦٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٥٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٤٤ ، وشرح المفصل ٥ / ٩٤ ، ولسان العرب (خضب) ، والمحتسب ٢ / ١١٢ ، ومغني اللبيب ٢ / ٦٥٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٧١ ، البحر المحيط ٥ / ٤٩٣ ، ٧ / ٢٥٣.
(٤) والشاهد فيه قوله : «أقيمي» فأعاد الضمير على «النساء» مفردا ؛ وهذا جائز ؛ لأنه جمع غير سالم. ينظر روح المعاني ٧ / ٤١٥ ، ١١ / ٢٨٨.
(٥) أخرجه البخاري ٩ / ٢٧ : كتاب النكاح : باب إلى من ينكح وأي النساء خير ، رقم ٥٠٨٢ ، ومسلم ٤ / ١٩٥٨ ، ١٩٥٩) : كتاب فضائل الصحابة : باب من فضائل نساء قريش ، رقم (٢٠٠ ـ ٢٥٢٧) ، وأخرجه أحمد ٢ / ٢٦٩ ، ٣١٩ ، ٣٩٣) ، والبيهقي ٧ / ٢٩٣ ،